كتاب الأدب الصغير والأدب الكبير

لتكذيب، ويسخي بنفسه عما ينال السائلون؛ سلامة من مذلة لمسألة، ويسخي بنفسه عن محمدة المواعيد؛ براءة من مذمة لحلف، ويسخي بنفسه عن فرح الرجاء؛ خوف الإكداء1، ويسخيه عن مراتب المقدمين ما يرى من فضائح المقصرين.
ذو العقل:
لا عقل لمن أغفله عن آخرته ما يجد من لذة دنياه، وليس من العقل أن يحرمه حظه من الدنيا بصره بزوالها.
سعيد, ومرجوٌّ:
حاز الخير رجلان: سيعد, ومرجوٌّ.
فالسعيد: الفالج، المرجو: من لم يخصم3.
والفالج: الصالح ما دام في قيد الحياة, وتعرض الفتن في مخاصمة الخصماء من الأهواء والأعداء.
السعيد يرغبه الله, والشقي يرغبه الشيطان:
السعيد يرغبه الله في الآخرة حتى يقول: لا شيء غيرها، فإذا هضم دنياه, وزهد فيها لآخرته، لم يحرمه الله بذلك نصيبه
__________
1 الإكداء: عدم الظفر بالحاجة.
الفالج: من فلج سهمه: فاز، أي الفائز. لم يخصم: أي لم يخاصم.

الصفحة 48