كتاب الأدب الصغير والأدب الكبير

من الدنيا, ولم ينقصه من سروره فيها.
والشقي يرغبه الشيطان في الدنيا حتى يقول: لا شيئ غيرها, فيجعل الله له النغيص1 في الدنيا التي آثر, مع الحزي الذي يلقى بعدها.
الرجال أربعة:
الرجال أربعة: جواد، وبخيل، ومسرف، ومقتصد, فالجواد الذي يوجه نصيب آخرته, ونصيب دنياه جميعًا في أمر آخرته.
والبخيل الذي يخطئ واحدة منهما نصيبها.
والمسرف الذي يجمعهما لدنياه.
والمقتصد الذي يلحق بكل واحدة منهما نصيبها.
أغنى الناس, وخير ما يؤتى المرء:
أغنى الناس أكثرهم إحسانًا.
قال رجل لحكيم: ما خير ما يؤتى المرء؟ قال: غريزة عقل, قال: فإن لم يكن؟ قال: فتعلم علم, قال: فإن حرمه؟ , قال: صدق اللسان, قال: فإن حرمه؟ قال: سكوت طويل, قال: فإن حرمه؟ قال: ميتة عاجلة.
__________
1 النغيص: التنغيص.

الصفحة 49