كتاب الأدب الصغير والأدب الكبير

يزال صاحب الدنيا يتقلب في بلية وتعب؛ لأنه لا يزال بخلَّةِ الحرص والشره.
ماذا قال العلماء؟:
وسمعت العلماء قالوا: لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكفِّ، ولا حسب كحسن الخلق، ولا غنى كالرضى. وأحق ما صبر عليه ما لا سبيل إلى تغييره, وأفضل البرِّ الرحمة، ورأس المودة الاسترسال، ورأس العقل المعرفة بما يكون ومالا يكون، وطيب النفس حسن الانصراف عما لا سبيل عليه, وليس من الدنيا سرور يعدل صحبة الإخوان، ولا فيها غم يعدل غمَّ فقدهم.
تمام حسن الكلام:
لايتم حسن الكلام إلا بجسن العمل، كالمريض الذي قد علم دواء نفسه، فإذا هو لم يتداوَ به لم يغنه علمه.
صاحب المروءة:
الرجل ذو المروءة قد يكرم على غير مال، كالأسد الذي يهاب, وإن كان عقيرًا1.
__________
1 أراد بالعقير: المقتول.

الصفحة 57