كتاب الأدب الصغير والأدب الكبير

في صحبة السلطان.
أما المبحث الثاني فقد خصه بالأصدقاء، وحسن اختيار الصديق، وحسن معاملته، وكل ما له علاقة بالأصدقاء.

الأدب الصغير:
كان ابن المقفع في الأدب الصغير ناقلًا أيضًا، فقد قال: وقد وضعت في هذا الكتاب من كلام الناس المحفوظ حروفًا, غير أنه تصرف فيما نقله, وهذا الكتاب كناية عن دروس أخلاقية اجتماعية, ترغب في العلم, وتدعو المرء إلى تأديب نفسه، ويوصي بالصديق، ويتكلم على سياسة الملوك والولاة.

أسلوبه الإنشائي:
لابن المقفع أسلوب خاص به، هو السهل الممتنع, وإننا نجد في هذا الأسلوب أفكارًا متسقة, وقوة منطق، وألفاظًا سهلة، فصيحة منتقاة، قوية المدلول على المعاني، ونجد فيه من البلاغة أرفع درجاتها، وقد كان يوصي بالابتعاد عن وحشي الألفاظ, ومبتذل المعنى، فيقول مخاطبًا أحد الكتاب: إياك والتتبع لوحشي الكلام؛ طمعًا في نيل البلاغة, فإن ذلك العي الأكبر.
وقد ساد أسلوبه, واحتذاه بلغاء الكتاب، وظل سائدا حتى ظهر أسلوب الجاحظ.

فضله على العربية:
وابن المقفع على كونه في تفكيره أعجميًا يتعصب لآداب قومه وعلومهم، فلا يرى في كتبه من العربية إلا اللغة، وقلما استشهد بشعر أو مثل أو

الصفحة 7