كتاب الأدب الصغير والأدب الكبير

إما مهانة1 يجدها في نفسه، وضرع2, وحاجة إلى تصديق الناس إياه.
وإما عيٌّ3 بالكلام، فيجعل الأيمان له حشوًا ووصلًا.
وإما تهمة قد عرفها من الناس لحديثه، فهو ينزل نفسه منزلة من لا يقبل قوله إلا بعد جهد اليمين.
وإما عبث4 بالقول, وإرسال للسان على غير روية, ولا حسن تقدير، ولا تعويد له قول السداد, والتثبت5.
التفويض إلى الكفاة:
لا عيب على الملك في تعيشه, وتنعمه, ولعبه, ولهوه، إذا تعهد6 الجسيم من أمره بنفسه، وأحكم المهم، وفوَّض ما دون ذلك إلى الكفاة.
ما يزين الجور, ويحمل على الباطل:
كل أحد حقيق، حين ينظر في أمور الناس، أن يتهم نظره
__________
1 المهانة: المذلة.
2 الضرع: التذلل.
3 العيُّ: العجز.
4 العبث: اللغو.
5 السداد: الصواب. التثبت، من تثبت في الأمر: تأنى فيه، وفحص عنه.
6 تعهد: تفقد.

الصفحة 76