كتاب الأدب الصغير والأدب الكبير

عندما قيل, وما لم يُقَلْ، وقلة الإعظام لما ظهر من المروءة, وما لم يظهر، وسخاوة النفس عن كثير من الصواب؛ مخافة الخلاف والعجلة والحسد والمراء.
إذا كلمك الوالي فأصغِ إلى كلامه, ولا تشغل طرفك1 عنه بنظر إلى غيره، ولا أطرافك2 بعمل، ولا قلبك بحديث نفس, واحذر هذه الخصلة من نفسك، وتعاهدها بجهدك.
رفق الوزير بنظرائه:
ارفق بنظرائك من وزراء السلطان, وإخلائه, ودخلائه, واتخذهم إخوانًا، ولا تتخذهم أعداء, ولا تنافسهم في الكلمة يتقربون بها، أو العمل يؤمرون به دونك.
فإنما أنت في ذلك أحد رجلين:
إما أن يكون عندك فضل على ما عند غيرك, فسوف يبدو ذلك, ويحتاج إليه, ويلتمس منه، وأنت مجمل3.
وإما ألا يكون ذلك عندك، فما أنت مصيب من حاجتك عند وزراء السلطان بمقاربتك إياهم وملاينتك، وما أنت واجد في موافقتك إياهم, ولينك لهم من موافقتهم إياك, ولينهم لك أفضل مما أنت مدرك بالمنافسة, والمنافرة لهم.
__________
1 الطرف: العين.
2 الأطراف، الواحد طرف: وهو من البدن: اليدان والرجلان والرأس.
3 أجمل الرجل: أتَّأَد وترفق في الطلب.

الصفحة 90