كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 20)

251/ 27 - "عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: الْفِتَنُ ثَلَاثٌ وَفِى لَفْظٍ: تَكُونُ ثَلَاثُ فِتَنٍ تَسُوقُهُمُ الرَّابِعَةُ إلَى الدَّجَّالِ: الَّتِى تَرْمِى بالرَّضْفِ (*) والَّتى تَرْمِى بِالنَّشَفِ (* *) والسُّودُ الْمُظلِمَةُ، والَّتِى تَمُوجُ مَوْجَ الْبَحْرِ".
ش، نعيم (¬1).
251/ 28 - "عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ قَالَ: سَمِعَ حُذَيْفَةَ بْن الْيَمَانِ قَالَ لَهُ رَجُلٌ: خَرَجَ الدجَّالُ؟ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَما مَا كَانَ فِيكُم أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - فَلَا، وَالله لَا يَخْرُجُ حَتَّى يَتَمَنَّى قَوْمٌ خُرُوجَهُ، وَلَا يَخْرُجُ حَتَّىَ يَكُونَ خُرُوجُهُ أَحَبَّ إِلَى أَقْوامٍ مِنْ شُرْبِ الْمَاءِ الْبَارِدِ فِى الْيَوْمِ الْحَارِّ، وَليكن (* * *) فِيكُم أَيَّتُها الأُمَّة أَرْبَعُ فِتَنٍ: الرَّقْطَاءُ (* * * *) الْمُظْلِمَةُ فُلَانَةٌ وفُلَانَةٌ وَلتُسْلِمَنَّكُمُ الرَّابِعَةُ إلَى الدَّجَّالِ، وَلْيَقْتَتِلَنَّ بِهَذَا الْغَائطِ فِئَتَانِ مَا أُبَالِى فِى أَيِّهِما رَمَيْتُ بِسَهْمِ كِنَانَتى".
¬__________
(*) ومعنى الرَّضْف: قال في النهاية مادة رضف 2/ 231: الرّضْفُ: الحجارة الْمُحْمَاةُ على النار، واحدتها رَضْفَة، ومنه حديث حذيفة، وذكر الفتن "ثم التى تليها ترمى بالرَّضْف". أى في شدتها وحَرِّهَا كأنها ترمى بالرَّضْف. اهـ.
(* *) ومعنى النَّشَف: قال في النهاية: مادة نشف 5/ 59 النَّشَفُ: هى حجارة سود كأنها أُحْرِقَتْ بالنار، وإذا تُركَتْ على رأس الماء طَفَتْ ولم تَغُصْ فيه، وهى التى يُحَكُّ بها الوسخ عن اليد والرجل.
ومنه حديث حذيفة "أظلتكم الفتن، ترمى بالنَّشَفِ، ثم التى تليها بالرَّضْف" يعنى أن الأولى من الفتن لا تؤثر في أديان الناس لخفتها، والتى بعدها كهيئة حجارة قد أحميت بالنار فكانت رَضْفًا، فهى أَبْلَغُ في أديانهم وأثْلَم لأَبْدَانِهم. اهـ.
(¬1) الأثر في مصنف ابن أبى شيبة 15/ 16، 17 كتاب (الفتن) برقم 18979، عن حذيفة مع تفاوت يسير.
وفى حلية الأولياء لأبى نعيم 1/ 273 طبع مكتبة الخانجي بمصر، في ترجمة (حذيفة بن اليمان) مع تفاوت يسير.
(* * *) هكذا في الأصل، وفى الكنز 11/ 217 رقم 31286 "وليكونن".
(* * * *) معنى الرقطاء: في النهاية مادة رقط 2/ 250 في حديث حذيفة "أتتكم الرَّقْطَاءُ والمظلمة" يعنى فتنة شبَّهها بالحيَّةِ الرَّقْطاءِ، وهو لون فيه بياض وسواد، والمظلمة التى تعم، والرقْطَاءُ التى لا تَعُم. اهـ.

الصفحة 16