كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 20)

251/ 89 - "عَن الحَسَنِ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ فِى مَرَضِه: حَبِيبٌ جَاءَ عَلَى فَاقَةٍ، لَا أَفْلَحَ مَنْ نَدِمَ، الْحَمْدُ لِلَّه أَلَيْسَ بَعْدِى مَا أَعْلَمُ، الْحَمْدُ لله الَّذِى سَبَقَ بى الْفِتْنَة قَادَتَها وَعَلُوجَهَا".
كر (¬1)
251/ 90 - "عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِحُذَيْفَةَ: أَشْكُو إِلَى الله صُحْبَتَكُمْ رَسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فَإِنَّكُمْ أَدْرَكْتُموهُ وَلَمْ نُدْرِكْهُ، وَرَأَيْتُموهُ وَلَمْ نَرَهُ، قَال حُذَيْفَةُ: وَنَحْنُ نَشْكُو إِلَى الله إِيمَانَكُمْ بِهِ وَلَمْ تَرَوْهُ، وَالله مَا أَدْرِى لَوْ أَنَّكَ أدْرَكْتَهُ كَيْفَ كُنْتَ تَكُونُ؟ لَقَدْ رَأَيْتُنَا معَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - لَيْلَةَ الْخَنْدَقِ لَيْلَةً بَارِدَةً مَطِيرَةً - إِذْ قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: هَلْ مِنْ رَجُلٍ يَذْهَبُ فَيعْلَمُ لَنَا عِلْمَ الْقَوْمِ جَعَلَهُ الله رَفيقَ إِبْرَاهيمَ يَوْمَ الْقيَامَةِ؟ فَمَا قَامَ مِنَّا أَحَدٌ، ثُمَّ قَالَ: هَلْ مِنْ رَجُلٍ يَذْهَبُ فَيَعْلَمُ لَنَا عِلْمَ الْقَوْمِ أدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ؟ فَوَاللهِ مَا قَامَ مِنَّا أَحَدٌ، ثَمَّ قَالَ: هَلْ مِنْ رَجُلٍ يَذْهَبُ فَيَعْلَمُ لَنَا عِلْمَ الْقَوْمِ جَعَلَهُ الله رَفِيقِى فِى الْجَنَّةَ؟ فَما قامَ مِنَّا أَحَدٌ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ الله: ابْعَثْ حُذَيْفَةَ، قَالَ حذيفةُ: فَقُلتُ: دُونَكَ، فَوَالله مَا قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَا حُذَيْفَةُ حَتَّى قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله بِأَبِى وَأُمِّى أَنْتَ، وَالله مَا بِىَ أن أُقْتَلَ، وَلكِنِّى أخشى أَنْ أوسر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنك لن تُؤسَرَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله: مُرْنِى بِمَا شِئْتَ، فَقَالَ: اذْهَبْ حَتَّى تَدْخُلَ فِى الْقَوْمِ فَتَأَتِىَ قُرَيْشًا فَتَقُولَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ إِنَمَا يُرِيدُ النَّاسُ أَنْ يَقُولُوا غَدًا أَيْنَ قُرَيْشٌ؟ أَيْنَ قَادَةُ النَّاسِ؟ أَيْنَ رُءُوسُ النَّاسِ؟ تَقَدَّمُوا فَتَقْدُمُوا فَتَضلُّوا بِالقِتالِ، فَيَكُونُ القَتْلُ بِكُمْ، ثُمَّ رَأَيْتُ كِنَانَةَ تَفِلُّ يَا مَعْشَرَ كِنَانَة إِنَّما يُرِيدُ النَّاسُ غَدًا أَنْ يَقُولُوا أَيْنَ كِنَانَةُ؟ أَيْنَ رمُاةُ الْحَدَقِ؟ تَقَدمُوا فَيَقْدُمُوا فَتَضلُّوا بِالْقِتَالِ، فَيَكُونُ الْقَتْلُ فِيكُمْ، ثُم إِيت قَيْسًا فَقُلْ يَا مَعْشَرَ قَيْسٍ إِنَّما يُريدُ النَّاسُ غَدًا أَنْ يَقُولُوا: أَيْنَ قَيْسٌ؟ أَيْنَ أَحْلَاسُ الْخَيْلِ؟ أَيْنَ فُرْسَانُ النَّاسِ؟ تَقَدَّمُوا فَتَقْدُمُوا فَتَضِلُّوا بِالْقِتَالِ، وَيَكُونُ
¬__________
(¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق، ج 6 ص 262 عن زياد مولى ابن عياش عن بعض أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: دخلت على حذيفة في مرضه الذى مات فيه فقال: اللَّهم إنك تعلم ... حبيب جاء على فاقة، لا أفلح من ندم، ثم مات.

الصفحة 41