كتاب الجامع لعلوم الإمام أحمد (اسم الجزء: 20)

على الشبهة مع والديه لأن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "من ترك الشبهة فقد أستبرأ لدينه وعرضه" (¬1)، ولكن يداري بالشيء بعد الشيء، فأنا أن يقيم معهما عليها فلا.
"الورع" (168)

قال المروذي: وسألت أبا عبد اللَّه عن الرجل، له والدان يسألانه أن يأكل معهما -أعني: من الشبهة؟ فقال: يداريهما.
قلت: فإن لم يطعهما، عليه فيه شيء؟ قال: ما أحب أن يعصيهما، يداريهما. عن عطية السعدي -وكانت له صحبة- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما به البأس" (¬2).
عن عباس بن خليد قال: قال أبو الدرداء: أن إتمام التقوى، أن يتقي اللَّه العبد في مثقال ذرة، حتى يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حرامًا، يكون حجابًا بينه وبين الحرام، فإن اللَّه عز وجل قد بين للعباد الذي مصيرهم إليه.
"الورع" (169 - 171)
¬__________
(¬1) رواه الإمام أحمد 4/ 270، رواه البخاري (52) ومسلم (1599) من حديث النعمان بن بشير -رضي اللَّه عنهما-.
(¬2) رواه الترمذي (2451)، ابن ماجه (4215)، وعبد بن حميد في "المنتخب" (483) من طرق عن أبي عقبل الثقفي عن عبد اللَّه بن يزيد عن ربيعة بن يزيد وعطية بن قيس عن عطية السعدي به. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وصححه الحاكم 4/ 319 فقال: صحيح الإسناد.
قلت: عبد اللَّه بن يزيد الدمشقي قال الحافظ في "التقريب" (3714): ضعيف. أهـ. وبه ضعَّف الألباني الحديث فقال في "غاية المرام" (178) متعجبًا من تصحيح الحاكم: وهذا عجب منه خاصة، فإن عبد اللَّه بن يزيد -وهو الدمشقي- لم يوثقه أحد، بل قال الجوزجاني: روى عنه ابن عقيل أحاديث منكرة.

الصفحة 112