كتاب الجامع لعلوم الإمام أحمد (اسم الجزء: 20)

-صلى اللَّه عليه وسلم- لا واللَّه ما كان تغلق دونه الأبواب، ولا يقوم دونه الحجاب، ولا يغدى عليه بالجفان، ولا يراح عليه بها، ولكنه كان بارزا من أراد أن يلقى نبي اللَّه لقيه، وكان يجلس بالأرض، ويوضع طعامه بالأرض، ويلبس الغليظ، ويركب الحمار، ويردف عبده ويلعق واللَّه يده -صلى اللَّه عليه وسلم-.
"الزهد" ص 471

قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا إبراهيم بن إسحاق، أنبأنا الحارث بن عمير، عن حوشب أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يدعو: "اللهم إني أعوذ بك من دنيا تمنع خير العمل، وأعوذ بك من حياة تمنع خير الممات" (¬1).
قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا الحسين بن محمد، حدثنا ذويد، عن حسين، عن عبد الرحمن، والحجاج بن الأسود قال: جاع الحسن والحسين عليهما السلام، فبعثوا في تسعة بيوت من أبيات رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فما وجدوا فيهن رَطْبًا ولا يابسًا.
"الزهد" ص 472

قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا الحسين بن محمد، حدثنا عويد، يقال له: العابد، عن ابن سهل، عن سليمان بن رومان مولى عروة، عن عروة، عن عائشة -رحمة اللَّه عليها- أنها قالت: والذي بعث محمدًا بالحق ما رأى منخلًا، ولا أكل خبزًا منخولًا منذ بعثه اللَّه إلى أن قبض، قلت: كيف كنتم تأكلون الشعير؟ قالت: كنا نقول: أف أف (¬2).
¬__________
(¬1) رواه ابن أبي الدنيا في "قصر الأمل" (46) عن أبي بلال الأشعري، عن جابر بن سليمان، عن أبي عمير المكي، عن حوشب. قال العراقي في "تخريج الإحياء" 2/ 1205 (4361): في إسناده ضعف وجهالة، ولا أدري من حوشب.
(¬2) رواه الإمام أحمد 6/ 71، قال الهيثمي في "المجمع" 10/ 312، ورواه أحمد، وفيه سليمان بن رومان، ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا. وقال الحافظ في "تعجيل المنفعة" 1/ 610 (415): سليمان بن رومان عبد مولاه عروة بن الزبير، وعنه =

الصفحة 429