كتاب الجامع لعلوم الإمام أحمد (اسم الجزء: 20)

تروح علينا، ومولاة لنا تصدقت علينا بخدمتها، ثم أنا أتخوف الفضل.
"الزهد" ص 183

قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا يزيد، حدثنا محمد بن عمرو قال: سمعت عراك بن مالك يقول: قال أبو ذر رحمه اللَّه: إني لأقربكم مجلسًا من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يوم القيامة، وذلك أني سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إن أقربكم مني مجلسًا يوم الى قيامة من خرج من الدنيا كهيئة ما تركته فيها"، وأنه واللَّه ما منكم من أحد إلَّا وقد تشبث منها بشيء غيري (¬1).
"الزهد" ص 183 - 184

قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا جرير، عن ليث، عن شهر قال: قال أبو ذر رحمه اللَّه: من لبس مشهورًا من الثياب، أو ركب مشهورًا من الدواب، أعرض عَزَّ وَجَلَّ عنه، وإن كان كريمًا عليه مادام عليه.
¬__________
(¬1) رواه الإمام أحمد 5/ 165، وابن أبي شيبة 6/ 395 (32258)، وابن سعد في "الطبقات" 4/ 228 - 229، والطبراني 2/ 49 (1627) وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 161 - 162 قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 327: رواه أحمد، ورجاله ثقات إلَّا أن عراك بن مالك لم يسمع من أبي ذر فيما أحسب.
وقال البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" 7/ 310 (6924): رواه أحمد بن منيع وأحمد بن حنبل بلفظ واحد، ورواتهما ثقات.
وقال ابن حجر في "الإصابة" 4/ 63: رجاله ثقات إلَّا أن عراك بن مالك عن أبي ذر منقطع، وقد أخرج أبو يعلى معناه من وجه آخر عن أبي ذر متصلا لكن مسنده ضعيف. اهـ. وذكره الألباني في "الضعيفة" 6/ 545 (2974) وقال: وإسناده حسن لولا أنه منقطع بين عراك وأبي ذر، فقد ذكروا أنه لم يسمع من عائشة وهي متأخرة الوفاة عن أبي ذر بنحو خمس وعشرين سنة، فقد توفيت سنة سبع وخمسين، ومات أبو ذر سنة اثنتين وثلاثين.

الصفحة 480