كتاب طرائف في العربية - ضمن «آثار المعلمي»

غير أنه في ضمير الشأن والقصة لا محذور في المراعاة؛ إذ ليس فيها ارتكاب محظور بخلاف البيت فإن في تلك المراعاة محظورًا وهو جر ما حقه الرفع (¬١).
هذا ما كنت أفهمه وأقرره، ثم رأيتهم عدُّوا هذا الضمير من الضمائر التي تعود على متأخِّرٍ لفظًا ورتبةً (¬٢)، فرأيت هذا مخالفًا لما كان عندي، ثم رأيت في تفسير سورة الإخلاص من روح المعاني (¬٣) عن العلامة أحمد بن محمد الغُنَيْمي المتوفى سنة (١٠٤٤) (¬٤) ما يلاقي ما كان عندي وفيه: «وقولهم في عد الضمائر التي ترجع إلى متأخر لفظًا ورتبة: (منها ضمير الشأن فإنه راجع إلى الجملة بعده) مسامحةٌ ارتكبوها ... » (¬٥).
---------------
(¬١) لأن «مزمل» نعت لكلمة «كبير» في المعنى خلافًا لأبي علي، وابن جني.
(¬٢) راجع الأشباه والنظائر للسيوطي (٢/ ٨٥، ٤٠٤)، ومغني اللبيب (٢/ ١٣٧)، والكليات للكفوي (٣/ ١٣٠).
(¬٣) هو لشهاب الدين محمود بن عبد الله الآلوسي، ت (١٢٧٠ هـ).
(¬٤) هو أحمد بن محمد بن علي الغنيمي، الأنصاري الخزرجي المصري الحنفي، الملقب بشهاب الدين، عالم بالنحو، من مؤلفاته: ابتهاج الصدور في بيان كيفية الإضافة والتثنية والجمع للمنقوص والممدود والمقصور، ورسالة في جواز الفصل بين المضاف والمضاف إليه، وغيرها.
انظر: هدية العارفين (١/ ١٥٨)، ومعجم المؤلفين (٢/ ١٣٢).
(¬٥) راجع روح المعاني (٣٠/ ٢٧٠).

الصفحة 149