كتاب آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (اسم الجزء: 20)

(خاتمة في الجمل)
الظرفُ والجارُّ والمجرور، والجمل إذا تَلَتْ الموصولاتِ فهي صِلاتٌ، أو المعارفَ المحضةَ فهي أحوالٌ، أو النكراتِ المحضةَ فصفاتٌ، وغير المحضة منهما محتملة لهما، أو المخبر عنها فأخبارٌ.

[الجمل التي لها محل من الإعراب]
والجمل التي لها محلٌّ سبعٌ: وهي الواقعة خبرًا، وحالاً، ومفعولاً، ومضافًا إليها، وجوابًا لشرط جازم، وتابعًا لمفرد، أو لجملة لها محل.
[الجمل التي ليس لها محل من الإعراب]
والتي ليس لها محل سبعٌ أيضًا: المستأنفة، والصلة، والمعترضة والتفسيرية، وجواب القسم، وجواب الشرط غير الجازم، والتابعة لجملة لا محل لها.
مثال ما لها محل: غايتنا ونهايتنا الحمد لله على التمام.
ومثال ما لا محل له: اللهم اكتب لنا ولأحبابنا حسن الختام (¬١).
---------------
(¬١) قوله: "مثال ما لها محل ... " إلخ، الشاهد فيها "الحمد لله" جملةٌ اسميةٌ وقعت خبرًا للمبتدأ "غايتنا"

وقوله: "ومثال ما لا محل لها: اللهم .. " إلخ، الشاهد فيها "اللهم"، فأصلها "يا الله"، وأصل المنادى مفعول به لفعل تقديره: "أدعو"، فهو جملة من هذه الجهة، وقعت استئنافية، والاستئنافية من الجمل التي لا محل لها من الإعراب.
والمقصود بهاتين العبارتين التمثيل للنوعين، واستخدام لونٍ من ألوان البديع يسمى "براعة الختام"، وسمَّاهُ التيفاشي "حسن المقطع"، وسماه ابن أبي الإصبع "حسن الخاتمة"، وهو أن تذكر لفظًا يؤذن بانتهاء الكلام عنده. وحصل هنا في قوله: "غايتنا ونهايتنا ... حسن الختام".
انظر: تلخيص المفتاح للقزويني (٣٩١)، وشرح الكافية البديعية لصفي الدين الحلي (٣٣٣).

الصفحة 32