كتاب مختصر شرح ابن جماعة على القواعد الصغرى - ضمن «آثار المعلمي»

(ش) (أنْ) اسميّةٌ (¬١): وهي ضمير المتكلِّم (أنْ) بمعنى: أنا فَعلتُ، وفي (أنْتَ) على قول الجمهور أنَّ الضميرَ هو (أنْ) والتاء حرف خطاب.
وحرفيةٌ، واختلف في المحل من نحو: "عسى زيدٌ أنْ يقومَ" [فقيل] (¬٢): نَصْبٌ على الخبريّة، ونُقل عن المبرّد: على المفعولية، وقيل: على إسقاط الجار، ونَقَل ابن مالك عن سيبويه: أنَّه تضمَّن الفعل معنى (قارب)، وقيل: في موضع رفع على البدليّة، وسدَّت مسدَّ الخبر (¬٣).
وهي (¬٤) في الابتداء بموضع رفع، وتجيء بعد لفظٍ دالٍّ على معنى غير اليقين فتكون في موضع رفع في نحو: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ} [الحديد: ١٦].
واخْتُلفَ في (أنْ) الموصولة بالماضي والأمر؟
زَعَم ابنُ طاهر أنَّها غير الموصولة بالمضارع واسْتَدَلَّ وأُجيب (¬٥).
* تنبيهٌ:
ذكر بَعضُ الكوفيين وأبو عبيدة (¬٦): أنَّ بعضهم يجزم بـ (أنْ)، ونقله
---------------
(¬١) يريد أنها ترد اسمًا. انظر "المغني" ص (٤١).
(¬٢) زيادة اقتضاها السياق.
(¬٣) انظر مغني اللبيب (ص ٤٣).
(¬٤) أي (أنْ) الحرفية المصدرية الناصبة تقع في موضعين هذا أحدهما، والثاني قوله: وتجيء بعد لفظ ... إلخ.
(¬٥) استدل بدليلين وأجاب عنهما ابن هشام في "المغني" (ص ٤٣).
(¬٦) معمر بن المثنى أبو عبيدة التميمي البصري النحوي اللغوي، قال الجاحظ: لم يكن في الأرض خارجي ولا جماعيٌّ أعلم بجميع العلوم من أبي عبيدة. توفي سنة (٢٠٨ هـ). انظر"البلغة" (ص ٢٢٤).

الصفحة 98