كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 20)

وهذا مما وهم فيه وكيع بن الجراح، على الثوري، مما يعتد به عليه.
وقد خالفه أصحاب الثوري الحفاظ، منهم: عُبيد الله الأشجعي، وعبد الله بن الوليد، ويزيد بن أبي حكيم العدنيان، والفريابي، ومعاوية بن هشام، وأَبو حذيفة، وغيرهم، فرووه عن الثوري، عن أبي النضر، عن بُسر بن سعيد، عن عثمان، وهو الصواب.
ولم يخرج مسلم حديث بُسر بن سعيد المجمع عليه، وأخرج حديث أبي أنس، وهو وهم من وكيع، والله أعلم.
وقد رواه محمود بن غَيلان، عن وكيع، وأبي أحمد، عن الثوري، عن أبي النضر، عن أبي أنس، حمل أحدهما على الآخر.
وغيره يرويه عن أبي أحمد على الصواب.
وقد رواه الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي النضر، عن عثمان، مرسلا، لم يذكر بينهما أحدا.
وحديث وكيع، وقوله: عن أبي النضر، عن أبي أنس، عن عثمان، وهم منه، اشتبه عليه، لأنه كان يحدث من حفظه. «التتبع» (١٧٦).
- وقال أَبو علي الغساني الجياني: يذكر أن وكيع بن الجراح وهم في إسناد هذا الحديث، في قوله: عن أبي أنس، وإنما يرويه أَبو النضر، عن بُسر بن سعيد، عن عثمان، روينا هذا، عن أحمد بن حنبل، وغيره.
وهكذا قال الدارقُطني: هذا مما وهم فيه وكيع، على الثوري، وهو مما يعتد به عليه، وخالفه أصحاب الثوري الحفاظ، منهم: الأشجعي عُبيد الله، وعبد الله بن الوليد، ويزيد بن أبي حكيم، العدنيان، والفريابي، ومعاوية بن هشام، وأَبو حذيفة، وغيرهم، رووه عن الثوري، عن أبي النضر، عن بُسر بن سعيد، أن عثمان، وهو الصواب. «تقييد المهمل» ٣/ ٧٨٤.
- قلنا: أَبو أنس، هو مالك بن أبي عامر الأصبَحي، وأَبو النضر، هو سالم بن أبي أُمية القرشي، وسفيان، هو الثوري.

الصفحة 124