كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 20)

- وفي رواية: «عن محمود بن الربيع، عن عتبان بن مالك؛ أنه قال: يا رسول الله، إن السيول تحول بيني وبين مسجد قومي، فأحب أن تأتيني، فتصلي في مكان في بيتي، أتخذه مسجدا، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: سنفعل، قال: فلما أصبح رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم غدا على أَبي بكر، فاستتبعه، فلما دخل رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم قال: أين تريد؟ فأشرت له إلى ناحية من البيت، فقام رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فصففنا خلفه، فصلى بنا ركعتين، وحبسناه على خزير صنعناه، فسمع أهل الدار، يعني أهل القرية، فجعلوا يثوبون، فامتلأ البيت، فقال رجل من القوم: أين مالك بن الدخشم؟ فقال رجل: ذاك من المنافقين، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: لا تقوله يقول لا إله إلا الله، يبتغي بها وجه الله؟ قال: أما نحن فنرى وجهه وحديثه إلى المنافقين، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: لا تقوله يقول لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله؟ فقال رجل من القوم: بلى يا رسول الله، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: لئن وافى عبد يوم القيامة، يقول لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله، إلا حرم على النار».
فقال محمود: فحدثت بذلك قوما، فيهم أَبو أيوب، قال: ما أظن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم قال هذا، قال: فقلت: لئن رجعت وعتبان حي لأسألنه، فقدمت، وهو أعمى، وهو إمام قومه، فسألته، فحدثني كما حدثني أول مرة.
قال: وكان عتبان بدريا» (¬١).
---------------
(¬١) اللفظ لأحمد (١٦٥٩٦).
- وفي رواية: «عن محمود بن الربيع الأَنصاري؛ أنه عقل رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم وعقل مجة مجها في وجهه، من بئر كانت في دارهم، فزعم محمود، أنه سمع عتبان بن مالك الأَنصاري، رضي الله عنه، وكان ممن شهد بَدرًا مع رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم

⦗٥٠⦘
يقول: كنت أصلي لقومي ببني سالم، وكان يحول بيني وبينهم واد، إذا جاءت الأمطار، فيشق علي اجتيازه قبل مسجدهم، فجئت رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فقلت له: إني أنكرت بصري، وإن الوادي الذي بيني وبين قومي يسيل، إذا جاءت الأمطار، فيشق علي اجتيازه، فوددت أنك تأتي، فتصلي من بيتي مكانا، أتخذه مصلى، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: سأفعل، فغدا علي رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم وأَبو بكر، رضي الله عنه، بعد ما اشتد النهار، فاستأذن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فأذنت له، فلم يجلس حتى قال: أين تحب أن أصلي من بيتك؟ فأشرت له إلى المكان الذي أحب أن أصلي فيه، فقام رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فكبر، وصففنا وراءه، فصلى ركعتين، ثم سلم، وسلمنا حين سلم، فحبسته على خزير يصنع له، فسمع أهل الدار، أن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم في بيتي، فثاب رجال منهم، حتى كثر الرجال في البيت، فقال رجل منهم: ما فعل مالك؟ لا أراه، فقال رجل منهم: ذاك منافق، لا يحب الله ورسوله، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: لا تقل ذاك، ألا تراه قال: لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله؟ فقال: الله ورسوله أعلم، أما نحن، فوالله, ما نرى وده، ولا حديثه، إلا إلى المنافقين، قال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: فإن الله قد حرم على النار من قال: لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله».
قال محمود: فحدثتها قوما، فيهم أَبو أيوب، صاحب رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم في غزوته التي توفي فيها، ويزيد بن معاوية عليهم بأرض الروم، فأنكرها علي أَبو أيوب، قال: والله، ما أظن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم قال ما قلت قط، فكبر ذلك علي، فجعلت لله علي، إن سلمني حتى أقفل من غزوتي، أن أسأل عنها عتبان بن مالك، رضي الله عنه، إن وجدته حيا في مسجد قومه، فقفلت، فأهللت بحجة، أو بعمرة، ثم سرت حتى قدمت المدينة، فأتيت بني سالم، فإذا عتبان شيخ أعمى، يصلي لقومه، فلما سلم من الصلاة سلمت عليه، وأخبرته من أنا، ثم سألته عن ذلك الحديث، فحدثنيه كما حدثنيه أول مرة (¬١).
---------------
(¬١) اللفظ للبخاري (١١٨٥ و ١١٨٦).

الصفحة 49