- فوائد:
- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ محمد بن إِسحاق، هو ابن يسار، صاحب السِّيرة، ليس بثقة.
- قال يحيى بن سعيد القطان: حدثنا وُهَيب، قال: سمعتُ هشام بن عُروة، يقول: محمد بن إِسحاق كَذابٌ. «الضعفاء» للعقيلي ٥/ ١٩٢.
- وقال الميموني: سمعتُ أَبا الوليد هشام بن عبد الملك يقول: كان مالك ابن أَنس سَيِّئ الرأي في ابن إِسحاق. «سؤالاته» (٤٧٨).
- وقال أَبو بكر الأَثرم: سألتُ أَحمد بن حنبل، عن محمد بن إِسحاق، كيف هو؟ فقال: هو حسن الحديث، ولقد قال مالك حين ذكره: دجال من الدجاجلة. «تاريخ بغداد» ٢/ ٢٠.
- وقال السُّلَمي: سأَلتُ الدَّارَقُطني عن محمد بن إسحاق بن يسار، فقال: اختلف الأَئمة فيه، وأَعرفهم به مالك. «سؤالاته» (٣٠٤).
- وقال عباس بن محمد الدوري: قال يحيى بن مَعين: لا تَشَبَّث بشيءٍ مما يُحدِّثك به ابن إِسحاق، فإِن ابن إِسحاق ليس هو بقويٍّ في الحديث، فقال رجلٌ ليَحيى: يَصح أَن ابن إِسحاق كان يرى القَدَر؟ قال: نعم، كان يرى القَدَر. «تاريخه» (١١٥٨).
- وقال المَيموني: سمعتُ يحيى يقول: محمد بن إِسحاق ضعيفٌ. «سؤالاته» (٤٠٤).
- وقال حنبل بن إِسحاق: سمعتُ أَبا عبد الله، يعني أَحمد بن حنبل، يقول: ابن إِسحاق ليس بحُجَّة. «تاريخ بغداد» ٢/ ٢٩.
- وقال أَبو حاتم الرازي: محمد بن إِسحاق ليس عندي في الحديث بالقوي، ضعيف الحديث، وهو أَحب إِلي من أَفلح بن سعيد، يُكتب حديثه. «الجرح والتعديل» ٧/ ١٩٤.
- وقال النَّسائي: محمد بن إِسحاق ليس بالقوي. «الضعفاء والمتروكين» (٥٣٨).
- وقال البَرقاني: سأَلتُ الدَّارَقُطني، عن محمد بن إِسحاق بن يسار، عن أَبيه، فقال: لا يُحتج بهما، وإِنما يُعتَبر بهما. «سؤالاته» (٤٢٢).
٤٢٨ م ـ عكراش بن ذؤيب، التميمي (¬١)
٩٤٢٥ م- عن عُبيد الله بن عكراش, عن أبيه عكراش بن ذؤيب، قال:
«بعثني بنو مرة بن عبيد، بصدقات أموالهم، إلى رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فقدمت عليه المدينة، فوجدته جالسا بين المهاجرين والأنصار, قال: ثم أخذ بيدي، فانطلق بي إلى بيت أُم سلمة، فقال: هل من طعام؟ فأتينا بجفنة كثيرة الثريد والوذر، وأقبلنا نأكل منها، فخبطت بيدي من نواحيها، وأكل رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم من بين يديه، فقبض بيده اليسرى على يدي اليمنى، ثم قال: يا عكراش، كل من موضع واحد، فإنه طعام واحد، ثم أتينا بطبق فيه ألوان التمر، أو من ألوان الرطب ـ عُبيد الله شك ـ قال: فجعلت آكل من بين يدي، وجالت يد رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم في الطبق، وقال: يا عكراش، كل من حيث شئت، فإنه غير لون واحد، ثم أتينا بماء، فغسل رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم يديه، ومسح ببلل كفيه وجهه وذراعيه ورأسه، وقال: يا عكراش، هذا الوضوء مما غيرت النار» (¬٢).
- وفي رواية: «بعثني بنو مرة بن عبيد، بصدقات أموالهم، إلى رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فقدمت عليه المدينة، فوجدته جالسا بين المهاجرين والأنصار, فقدمت عليه بإبل كأنها عروق الأرطى (¬٣)، فقال: من الرجل؟ فقلت: عكراش بن ذؤيب، قال: ارفع في النسب، قلت: ابن حرقوص بن جعدة بن عَمرو بن النزال بن مُرَّة بن عبيد، وهذه صدقات بني مرة بن عبيد، قال: فتبسم رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم ثم قال: هذه إبل قومي، هذه صدقات قومي، ثم أمر بها أن توسم بميسم إبل الصدقة، وتضم إليها، ثم أخذ بيدي، فانطلق بي إلى بيت أُم سلمة». فذكر الحديث (¬٤).
---------------
(¬١) قال أَبو حاتم الرازي: عكراش بن ذؤيب، له صحبة. «الجرح والتعديل» ٧/ ٤٠.
(¬٢) اللفظ للترمذي.
(¬٣) قال ابن الأثير: «جيء بإبل كأنها عروق الأرطى»، هو شجر من شجر الرمل، عروقه حمر. «النهاية في غريب الحديث» ١/ ٣٩.
(¬٤) اللفظ لابن خزيمة.
أخرجه ابن ماجة (٣٢٧٤). والتِّرمِذي (١٨٤٨). وابن خزيمة (٢٢٨٢) ثلاثتهم عن محمد بن بشار، بُندَار، قال: حدثنا العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سوية، أَبو الهذيل، قال: حدثنا عُبيد الله بن عكراش، فذكره (¬١).
- قال الترمذي: هذا حديثٌ غريبٌ، لا نعرفه إِلا من حديث العلاء بن الفضل، وقد تفرد العلاء بهذا الحديث، (ولا نعرف لعكراش عن النبي صَلى الله عَليه وسَلم إلا هذا الحديث) (¬٢) , وفي الحديث قصة.
- وقال ابن خزيمة: باب الأَمر بسِمَة إِبل الصدقة، إِذا قُبضت في الصدقة، ليَعرف الوالي والرعية إِبل الصدقة من غيرها، ليقسِمَها على أَهل سُهمان الصدقة دون غيرها، إِن صح الخبر.
---------------
(¬١) المسند الجامع (٩٩٦٧)، وتحفة الأشراف (١٠٠١٦).
والحديث؛ أخرجه الطبراني ١٨/ (١٥٤)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (٥٤٥٨ و ٥٤٥٩).
(¬٢) ما بين القوسين لم يرد في نسخة الكروخي الخطية، الورقة (١٢٧/ ب)، وطبعتي الرسالة، والتأصيل, وهو ثابت في طبعة دار الصديق وأَشار محققها إِلى أَنه زيادة من نسخة هاشم الخطية.
- فوائد:
- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال البخاري: عِكراش بن ذُؤيب، روى عنه ابنه عُبيد الله، ولم يصح إِسناده. «التاريخ الكبير» ٧/ ٨٩.
- وقال البخاري: عُبيد الله بن عِكراش بن ذُؤيب، عن أَبيه، روى عنه العلاء ابن الفضل، لا يَثبُت. «التاريخ الكبير» ٥/ ٣٩٣.
- وقال البَرذعي: قرأتُ على محمد بن يحيى، يعني الذُّهلي، حديث عِكراش بن ذُؤيب، فلما بلغ آخر الحديث قوله: «هذا الوضوء مما غيرت النار» لم يقرأه عليَّ، وقال: أَستعظِمُ أَن أُحَدِّث مثل هذا عن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم وأَهابه. «سؤالاته» (٩٩٩).
- وقال أَبو حاتم الرازي: عُبيد الله بن عِكراش بن ذُؤيب، روى عن أَبيه، روى عنه العلاء بن الفضل، هو شيخٌ مجهولٌ. «الجرح والتعديل» ٥/ ٣٢٩.
- وأَخرجه العُقيلي في «الضعفاء» ٤/ ٨١، في مناكير عُبيد الله بن عِكراش.
- وقال ابن حِبان: عُبيد الله بن عِكراش بن ذُؤيب، يروي عن أَبيه، روى عنه العلاء بن الفضل بن أَبي السَّويَّة، مُنكر الحديث جدًّا، ولا أَدري المناكير في حديثه وقع من جهته، أَو من العلاء بن الفضل ومن أَيهما كان فهو غير مُحتَّجٍ به على الأحوال. «المجروحين» ٢/ ٢٨.
- وقال الدَّارَقطني: قال العباس بن عبد العظيم: وَضَع العلاء بن الفضل بن أَبي سَويَّة هذا الحديث، حديث الصدقات، الذي رواه عن عُبيد الله بن عكراش. «تعليقات الدَّارَقطني على المجروحين» ١/ ١٦١.
- وقال ابن عبد البَر: وقد روى عِكراش بن ذُؤيب، عن النبي صَلى الله عَليه وسَلم صِفة الوضوء مِما غَيَّرت النار، ولم أَر لِذِكرِه مَعنًى؛ لأَن إِسناده ضعيفٌ، لا يُحتج بمثله، وأَهل العِلم يُنكِرونه. «التمهيد» ٣/ ٣٥٤.