كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 20)

سَعد بن محمَّد أبو المحاسن (¬1)
وزير السُّلْطان محمَّد شاه، بلغه عنه أنه قد دَبَّرَ عليه هو وجماعة [من الكتَّاب] (¬2)، وكاتبوا أخاه سنجر، فصَلَبَ وزيره، وصلبهم على باب أَصبهان، واستوْزَرَ أبا نَصر أحمد بن نظام المُلْك.

عليُّ بنُ نظام المُلْك (¬3)
أبو المُظَفَّر، فخر الملك. كان أكبر ولد النِّظام، استوزره بَرْكْيارُوق، ثم توجَّه إلى نيسابور، فوزر للسُّلْطان سنجر [شاه بن ملك شاه] (¬4)، وكان قد رأى ليلةَ عاشوراء [في المنام في هذه السنة] (2) الحسين بن علي عليهما السَّلام في المنام وهو يقول له: عَجِّلْ إلينا وأَفْطِرْ الليلة عندنا. فانتبه مُشْفِقًا من ذلك، فشَجَّعه أصحابُهُ، وقالوا له: لا تخرج [الليلة ولا] (¬5) اليوم من دارك. وأصبح صائمًا، فلما كان وقتُ العَصر خَرَجَ من حُجْرةٍ كان فيها إلى دُورِ بعض نسائه، فَسَمِعَ صوتَ مُتَظَلِّمٍ يقول: مات المسلمون، ما بقي أحدٌ يكشف ظُلامةَ أحدٍ، ولا مَنْ يأخذُ بيدِ أحد، ولا مَن يُغيث ملهوفًا. فوقفَ، وقال: أبصروا مَنْ هذا، فقد عَمِلَ (¬6) كلامُه في قلبي. فأدنوه منه (¬7)، وإذا رجل في زِيِّ الصُّوفية، فقال: ما الذي بك؟ فقال: حاجتي في هذه الورقة، فأخذها منه، ووقف يقرؤها، فضربه بسكين في مقتله، فقضى عليه، وحُمِلَ القاتل إلى سنجر فقرَّره، فأقَرَّ على جماعةٍ من أصحاب سنجر، وكَذَبَ، وإنما بعثه مقدَّم الباطنية [على عادتهم في
¬__________
(¬1) في النسخ الخطية: أبو المعالي، وهو وهم، والمثبت من "المنتظم" 9/ 150، و"الكامل" لابن الأثير: 10/ 437، وانظر خبره ثمة.
(¬2) ما بين حاصرتين من (ب).

(¬3) في (م) و (ش) فصل، وفيها توفي علي بن نظام الملك.
(¬4) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(¬5) ما بين حاصرتين من (م).
(¬6) في (م) و (ش): وقع.
(¬7) في (ب): مني.

الصفحة 13