كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 20)

رضوان، فقَبَضَ عليه واستأْصله، وأقام أيامًا في الاعتقال، ثُمَّ أمَرَ بخَنْقِهِ [فَخُنِقَ] (¬1) وأُرْمِيَ في جُبٍّ، ثم أُخرج، فَدُفِنَ بالمقابر.

يحيى بنُ عليٍّ بنِ محمَّد بن الحسن بن بِسْطام (¬2)
أبو زكريا الشَّيباني، الخطيب (¬3) التِّبْريزي، أحد أئمة اللغة، وله التَّصانيفُ الحِسان، شَرَحَ "الحماسة" في عدة نُسَخٍ: بسيط ووسيط ومختصر، وشَرَحَ المتنبي وغيره (¬4)، وكان عارفًا بالنَّحْو واللُّغة، والأنساب، وأيام العَرَب، وكان نِظامُ المُلْك يعَظِّمُه، وشَغَّل أولادَه بالأدب عليه، ورَتَّبَ له الجامكية (¬5) بالنِّظامية يدرِّس بها العربية، وسَمِع الحديثَ زمانًا، وتوفِّيَ لليلتين بقيتا من جُمادى الآخرة فجأة ببغداد، وصلَّى عليه أبو طالب الزَّينبي، ودُفِنَ إلى جانبِ أبي إسحاق الشِّيرازي بباب أبرز.
ورآه ابنُ الجَوَاليقي في المنام، فقال: ما فَعَلَ الله بك؟ فقال: غَفَرَ لي بتصنيف "كتاب إعراب القرآن".
وقال ابنُ ناصر: كان ثِقَةً فيما يرويه. وقال ابنُ خَيرون: ما كان بِمَرْضيِّ الطَّريقة (¬6).
وقال أبو زكريا: كتب إليَّ العميد بنُ الفَيَّاض: [من مجزوء الرَّمل]
قُلْ ليحيى بن عليٍّ ... والأقاويلُ فنونُ
غير أنِّي لَسْتُ مَنْ يَكـ ... ــــذِبُ فيهما ويخونُ
أنتَ عَينُ الفَضْل إن مُدَّ ... تْ إلى الفَضْل عيونُ
أنتَ مَنْ عَزَّ بِهِ الفَضْـ ... ـــلُ وقد كاد يَهُونُ
¬__________
(¬1) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(¬2) له ترجمة في "الأنساب": 3/ 21، و"تاريخ ابن عساكر" (خ) (س): 18/ 172 - 173، و"مختصره لابن منظور": 27/ 287 - 288، و"نزهة الألباء": 372 - 374، و"المنتظم": 9/ 161 - 163، و"معجم الأدباء": 20/ 25 - 26، و"إنباه الرواة": 4/ 22 - 24، و"وفيات الأعيان": 6/ 191 - 196، و"سير أعلام النبلاء": 19/ 269 - 271، وفيه تتمة مصادر ترجمته.
(¬3) قال ياقوت في "معجم الأدباء": 20/ 25: ابن الخطيب، وربما يقال له الخطيب، وهو وهم.
(¬4) انظر ما طبع من آثاره في "المعجم الشامل": 1/ 237 - 240.
(¬5) الجامكية: الراتب، انظر "التعريف بمصطلحات صبح الأعشى": 82.
(¬6) انظر ما أخذ عليه في "معجم الأدباء": 20/ 27.

الصفحة 33