كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 20)

وفيها قَصَدَ بغدوين عَسْقلان، وكان واليها [يقال له] (¬1) شمس الخلافة، فراسل بغدوين، واتَّفقا على مالٍ، وقرَّرَ على صُور سبعة آلاف دينار، [وكان شمس الخلافة أرغب في التجارة من الحرب] (1)، وبلغ الأفضل ذلك، [فلم يرض] (1) وأسَرَّه (¬2) في نفسه، وبَعَثَ جيشًا إلى عَسْقلان [عوض شمس الخلافة] (1)، فعصى واليها عليه (¬3)، وأخَرَجَ من كان معه في البلد من العَسْكر خوفًا منهم، وراسَلَ بغدوين يستمدُّه، ووعده إن غُلِبَ سَلَّم إليه عسقلان، ويعوِّضه عنها، وعَلِمَ الأفضل، [فخاف على البلد] (1) فكاتبه وطيَّبَ قَلْبه، وأقطعه عَسقلان، وأقر عليه إقطاعه بمصر، فاستدعى [شمسُ الخلافة] (1) جماعةً من الأَرْمن، فأَسْكَنَهم البَلَد، فأنكر أهلُ البلد ذلك، ووثبوا عليه، فقتلوه، ونهبوا دارَهُ، وبعثوا برأسِهِ إلى مِصر (¬4).
وفيها هَبَّتْ ريحٌ سوداء بمِصر، وطَلَعَ سحابٌ أسودُ أخَذَ بالأنفاس، وأظلمتِ الدُّنيا، وظَهَرَتِ الكواكبُ نهارًا، وسَفَتِ الرِّيحُ الرَّمْلَ على النَّاس، [وظنُّوا أن القيامة قد قامت، وخَرَجَ النَّاس] (¬5) من منازلهم، وكان ذلك من صلاة العصر إلى المغرب، ثم لطف الله، وزالتِ الظُّلْمة (¬6).
وفيها غَدَرَ بغدوين [صاحب القدس] (1) ونزل على طبرية، وخرج طُغْتِكِين، فنزل رأسَ الماء (¬7)، ثم استقرَّ [على] (1) أن يكون ما كان من البلاد مُثَالثة، ومُنَاصفة (¬8).
وفيها جَهَّزَ محمَّد شاه العساكِرَ إلى الشَّام لقتال الفرنج، منهم شَرَف الدِّين مودود صاحب المَوْصِل، [وأحمديل] (1)، وقطب الدين سُكْمان صاحب ديار بكر، واجتمعوا
¬__________
(¬1) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(¬2) في (ع) و (ب) فأسره، والمثبت من (م) و (ش).
(¬3) في (م) و (ش) فعصى على الأفضل.
(¬4) انظر "ذيل تاريخ دمشق" لابن القلانسي: 275، و"الكامل" 10/ 480 - 481.
(¬5) ما بين حاصرتين من (ب).
(¬6) انظر "ذيل تاريخ دمشق": 276، و"الكامل": 10/ 484.
(¬7) يسمى الآن نبع الثريا، وهو قرب قرية فقيع بحوران، بين جاسم ونوى.
(¬8) انظر "ذيل تاريخ دمشق": 277 - 278.

الصفحة 43