كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 20)

[قال أبو يعلى بن القلانسي: توفي في هذه السنة] (¬1) ودفن بالباب الصَّغير عند قبور الصحابة - رضي الله عنهم -، وكان له يومٌ مشهود (¬2).
[قلت: وحكى لي بعضُ مشيخة دمشق أنّ أبا البيان] (1) دخل يومًا من باب السَّاعات إلى جامع دمشق، فنظر إلى أقوام في الحائط الشمالي يَثْلِبُون أعراضَ النَّاس، فاستقبل القِبلة، ورفع يديه، وقال: اللهم، كما أنْسَيتهُمْ ذِكرَك، فأنْسهِمْ ذِكري.
(¬3) [وفيها توفي:

أبو العِزّ القُرَشي الصُّوفي (¬4)
ويقال له ابن أبي الدنيا، وليس في الدنيا من يقال له ابن أبي الدنيا غير أبي بكر (¬5)، وهذا، وهو بصري، وكان يسكن المشان (¬6)، وكان أبوه محتسبَ البصرة، وكان أبو العز شاعرًا فاضلًا، ومن شعره]: [من الرجز]
ما بال قلبي زائدًا غرامُهُ ... ودَمْعُ عيني هاطلًا غمامُهُ
وذلك الجَمْرُ الذي خَلَّفْتُمُ ... على الحشا لا ينطفي ضِرامُهُ (¬7)
يا ناعمينَ بالرُّقاد عِيشةً ... عنديَ طَرفٌ خانَهُ منامُهُ
ما أطْيبَ اللَّيلَ الطَّويلَ والبُكا ... لولا انفجارُ الصُّبْحِ وابتسامُهُ
¬__________
(¬1) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(¬2) "ذيل تاريخ دمشق": 512.
(¬3) في (ع) و (ح): أبو العز بن أبي الدنيا القرشي الصوفي البصري، وكان أبوه محتسب البصرة، وكان أبو العز شاعرًا، من شعره، والمثبت ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(¬4) هو محمد بن يحيى بن محمد بن أحمد بن المظفر بن أبي الدنيا القرشي الصوفي. له ترجمة في "خريدة القصر" قسم شعراء العراق: مج 2 / ج 4/ 757 - 758، و"النجوم الزاهرة": 5/ 324 - وقد أخطأ إذ جعل الشاعر أباه- وورد ذكره في "إنباه الرواة": 2/ 243 في ترجمة علي بن الحسن بن إسماعيل العبدي: وفيه أبو المعز.
(¬5) هو المحدث المشهور صاحب التصانيف السائرة، أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان القرشي مولاهم، البغدادي المؤدب، المتوفى سنة (281 هـ)، انظر ترجمته في "تاريخ بغداد": 10/ 89 - 91، و "سير أعلام النبلاء": 13/ 397 - 404، وفيه مصادر ترجمته.
(¬6) المشان بلدة قريبة من البصرة وهي وخمة، كان إذا سخط ببغداد على أحد ينفى إليها، انظر "معجم البلدان" 5/ 131، و"وفيات الأعيان": 4/ 67.
(¬7) في (م) و (ش): غرامه، وهو خطأ.

الصفحة 467