كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 20)
وفيها توفي
أحمد بن عمر أبو الليث السَّمَرْقَندي الحنفي (¬1)
كان حسنَ السَّمت، وصنَّف التَّصانيف الحِسان، وحَجَّ وعاد إلى بغداد، وودَّع الناس، وأنشد: [من مخلع البسيط]
يا عالم الغَيْب والشَّهادَه ... منِّي بتوحيدك الشَّهادَهْ
أسأَل في غُربتي وكَرْبي ... منك وفاتي على الشَّهادَهْ
وخرج في قافلةٍ، فلمَّا كان قريبًا من قُومِس، قَطَعَ قومٌ الطَّريق على القافلة، وقتلوا جماعةً من العلماء، وقتلوه شهيدًا، رحمه الله.
أحمد بن المبارك بن محمد بن عبد الله (¬2)
ولد سنة اثنتين وثمانين وأربع مئة، ومن شعره دوبيت:
ساروا وأقام في فؤادي الكَمَدُ ... لم يَلْقَ كما لقيتْ منهم أَحَدُ
شوقٌ وجَوًى ونارُ وَجْدٍ تَقدُ ... ما لي جَلَدٌ ضَعُفْتُ ما لي جَلَدُ (¬3)
وقال: [دوبيت]
هذا ولهي وكم كَتَمْتُ الولها ... صَوْنًا لحديثٍ منْ هوى النَّفْس لها
يا آخِرَ محنتي ويا أوَّلها ... أيامُ عنائي فيك ما أطولَها (¬4)
¬__________
(¬1) له ترجمة في "المنتظم": 10/ 177، و"الجواهر المضية": 1/ 226 - 228، و"النجوم الزاهرة": 5/ 326، و"الطبقات السنية": 1/ 481 - 483، و"الفوائد البهية": 29.
(¬2) له ترجمة في "خريدة القصر" قسم شعراء العراق: مج 1 / ج 3/ 383 - 386، "وفيات الأعيان": 4/ 227 - 228، و"الوافي بالوفيات": 7/ 303 - 304، و"طبقات الشافعية" للإسنوي: 1/ 488، و"النجوم الزاهرة": 5/ 326، وقد ذكر العماد وابن خلكان أنه توفي سنة (552 هـ) أو (553 هـ). وكان شاعرًا ماهرًا.
وهو أخو الفقيه الشافعي محمد بن المبارك، وقد ترجم له ابن الجوزي في "المنتظم" 10/ 179 - 180 و "ابن خلكان في "وفيات الأعيان": 4/ 227، و"طبقات الشافعية" للسبكي: 6/ 176 - 177، و"طبقات الشافعية" للإسنوي: 1/ 486 - 487، و"الوافي بالوفيات" 4/ 381، وذكروا وفاته في سنة (552 هـ) كذلك.
(¬3) "خريدة القصر": مج 1 / ج 3/ 384.
(¬4) "خريدة القصر": مج 1 / ج 3/ 385، "وفيات الأعيان" 4/ 228 مع اختلاف في بعض الألفاظ، وروايته في "الوافي بالوفيات": 7/ 303 مثل رواية السبط، والصفدي غالبًا ما ينقل عنه دون أن يسميه.