كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 20)
له على عامَّة منابر الإسلام، وأسره الغُزُّ أربع سنين، ثم خَلَصَ، فجَمَعَ إليه أطرافَه بمَرْو، وكاد مُلْكُه يرجع إليه، فأدركَته المنيَّة يوم الاثنين رابع وعشرين ربيع الأول، ودفن بمرو في قُبَّةٍ بناها لنفسه سماها دار الآخرة.
وقال أبو سَعد بنُ السَّمْعاني: دخلنا عليه في مَرَضِ موته في جماعةٍ من العُلَماء والمحدِّثين، فصافَحَنا بكلتا يديه، وسأَلنا الدُّعاء، وقال كلامًا بالفارسية معناه: ما يفي هذا بذاك. وبكى وبكينا لبكائه، ودُفِنَ في قُبَّته بمرو في مدرسته التي بناها.
وقيل: إنَّه مات بتِرْمِذ.
وروى الحديثَ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وأصابه صَمَمٌ في آخر عمره، ولما بلغ خبره إلى بغداد قطعوا خُطْبته، ولم يقعدوا له في العَزَاء، فقعدت امرأةُ سليمان شاه له يومًا، فبعث الخليفة، فعزاها فيه، وأقامها من العزاء، واستقرَّ المُلْك بعده لابنِ أخيه أبي القاسم محمود بن محمد بن ملك شاه (¬1).
عبد القاهر بنُ عليّ بن أبي جَرَادة (¬2)
أبو البركات (¬3)، مخلِّص الدِّين الحلبي.
كان فاضلًا أمينًا على خزائن نور الدِّين محمود بن زنكي، وتوفِّي بحلب في رمضان.
علي بن مَرْضي بن علي (¬4)
أبو الحسن، المَعَرِّي التَّنُوخي.
¬__________
(¬1) كذا قال، وهو وهم، إذ إن محمودًا هذا توفي سنة (525 هـ)، ولعل المراد هو محمود بن محمد الخان ابن أخت السلطان سنجر، فقد ولي خراسان عقب سنجر، وخلع سنة (557 هـ)، انظر "مختصر تاريخ دولة آل سلجوق": 259، "الكامل" لابن الأثير: 11/ 272 - 273.
(¬2) له ترجمة في "ذيل تاريخ دمشق": 528 - 529، و"خريدة القصر" قسم شعراء الشام: 2/ 219 - 223، و"معجم الأدباء": 16/ 16 - 19، و"الروضتين": 1/ 360، و"الوافي بالوفيات": 19/ 49.
(¬3) في (ع) و (ح): أبو المبرد، وهو تحريف، والمثبت من مصادر ترجمته.
(¬4) له ترجمة في "تاريخ ابن عساكر": 12/ 542 - 544، و "خريدة القصر" قسم شعراء الشام: 2/ 49.