كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 20)

مبتدأ كتاب الدعوات
باب: ثواب ذكر الله عز وجل في السر والعلانية، والدليل على أن من أيقن بالإجابة عند الدعاء والذكر لم يخيبه الله، وأن من يذكر الله عند مباشرة الأمور يُنصَر ويَغْلب
11764 - حدثنا علي بن حرب، حدثنا أبو معاوية (¬1)، ومحمد بن عبيد، عن الأعمش (¬2)، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقول الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي (¬3)، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأٍ ذكرته في ملأ هم خير منهم، وإن اقترب إليّ شبرًا (¬4) اقتربت إليه
-[355]- ذراعًا (¬5)، وإن أتاني يمشي تلقيته هرولة".
زاد محمد بن عبيد: "وإن اقترب إليّ ذراعًا اقتربت إليه باعًا (¬6)، [وإن أتاني يمشي تلقيته هرولة] (¬7) " (¬8).
¬_________
(¬1) هو: محمد بن خازم الضرير، وهو موضع الالتقاء.
(¬2) (ك 5/ 261/ ب).
(¬3) المعنى على ظاهره: أي أنه سبحانه عند ظن عبده به، يعني أنه تعالى يفعل بعبده ما ظنه العبد أنه يفعله به، فيظن الإجابة عند الدعاء، والقبول عند التوبة، والمغفرة عند الاستغفار، والإثابة عند العمل، إيمانًا بوعده تعالى، ولهذا جاء في الحديث: "أنا عند ظن عبدي بي، إن ظن خيرًا فله، وإن ظن شرًّا فله" (أخرجه أحمد وغيره)، وحديث: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة" (أخرجه أحمد والحاكم وغيرهما).
انظر: المسند (3/ 491 و 2/ 177 و 391)، المستدرك (1/ 493)، فتح الباري (13/ 397)، شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري للشيخ الغنيمان (1/ 263).
(¬4) الشبر: ما بين أعلى الإبهام وأعلى الخنصر. لسان العرب (4/ 391).
(¬5) الذراع: ما بين طرف المرفق إلى طرف الإصبع الوسطى.
لسان العرب (8/ 93)، غريب الحديث (2/ 684).
(¬6) الباع: هو قدر مد اليدين وما بينهما من البدن. النهاية (1/ 162)، لسان العرب (8/ 21).
(¬7) زيادة من (ك).
(¬8) أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار -باب الحث على ذكر الله تعالى-4/ 2061 - رقم 2 مكرر) من طريق ابن أبي شيبة وأبي كريب عن أبي معاوية.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب التوحيد -باب قول الله تعالى {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} [آل عمران: 28] (6/ 2694 - رقم 6970) من طريق حفص بن غياث عن الأعمش.

الصفحة 354