كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 20)
11769 - حدثنا عمر بن شبة، حدثنا محمد بن أبي عدي (¬1)، عن سليمان التيمي ح
وحدثنا علي بن عثمان النفيلي، حدثنا أبو بشر (¬2) بكر بن خلف، حدثنا ابن أبي عدي، عن سليمان التيمي، عن أنس بن مالك، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا تقرب العبد مني شبرًا تقربت منه ذراعًا، وإذا تقرب مني ذراعًا تقربت [منه] (¬3) بوعًا -أو باعًا- (¬4)، وإذا تقرب مني باعًا أتيته هرولة" (¬5).
¬_________
(¬1) موضع الالتقاء في كلا الإسنادين هو: محمد بن أبي عدي.
(¬2) (ك 5/ 262/ أ).
(¬3) زيادة من (ك).
(¬4) هكذا بالشك، وفي صحيح مسلم والبخاري ومستخرج الإسماعيلي، كما نبه على ذلك الحافظ في الفتح (13/ 523)، وقد تقدمت رواية الحديث من طريق أبي صالح عن أبي هريرة بدون الشك، ولفظه: "وإن تقرب إلي ذراعًا تقربت منه باعًا" انظر: الحديث رقم (11764، 11765).
(¬5) أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار -باب فضل الذكر والدعاء -4/ 2067، رقم 20).
وتقدم تخريج البخاري للحديث، انظر: حديث رقم (11767).
فائدة الاستخراج: قرن الإمام مسلم في روايته بين يحيى القطان وابن أبي عدي، في الرواية عن سليمان التيمي، وفيها ذكر الرواية عن الله عز وجل، وجاءت رواية =
-[359]- = المصنف ببيان رواية ابن أبي عدي عن سليمان التيمي، وليس فيها ذكر الرواية عن الله عز وجل.
فتبين من ذلك أن اللفظ الذي ساقه مسلم هو لفظ يحيى القطان، وينبغي التنبيه إلى أن الرواة عن يحيى القطان اختلفوا في ذكر الرواية عن الله عز وجل، فقد جاء في صحيح البخاري (كتاب التوحيد -باب ذكر النبي وروايته عن ربه- 6/ 2741 - رقم 7099) من طريق مسدد عن يحيى القطان عن سليمان التيمي عن أنس عن أبي هريرة قال: ربما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا تقرب العبد مني شبرًا.". "الحديث، قال الحافظ ابن حجر: "كذا للجميع (أي رواة الصحيح) ليس فيه الرواية عن الله تعالى، وكذا أخرجه الإسماعيلي من رواية محمد بن خلاد عن يحيى القطان، وأخرجه من رواية محمد بن أبي بكر المقدمي عن يحيى، فقال فيه: عن أبي هريرة ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله عز وجل .. " الحديث، وقال مسلم: حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى هو ابن سعيد وابن أبي عدي كلاهما عن سليمان .. فذكره بلفظ: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله عز جل" أ. هـ (الفتح 13/ 523).
هكذا نجد أن الرواة عن يحيى القطان اختلفوا في ذكر الرواية عن الله عز وجل، والصواب: هو إثبات ذلك، لأن المثبت مقدم، وقد صرح محمد بن أبي بكر المقدمي -وهو ثقة (تهذيب الكمال 24/ 534 وما بعدها، والتقريب ص 470) - بذكر الرواية عن الله عز وجل، كما في رواية الإسماعيلي.
ورواية محمد بن بشار عند مسلم تقوي أيضًا إثبات الرواية عن الله عز وجل، ومما يقوي ذلك أيضا ما جاء في لفظ الحديث "إذا تقرب العبد مني" والمراد بذلك هو الله سبحانه وتعالى والله أعلم