كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 20)

باب: بيان (¬1) الأخبار الدالة على إباحة الدعاء إن كتب الله على العبد لقاءه، ويحببه إليه، والترغيب في التقرب إلى الله عز وجل في الدعاء، وبيان سعة رحمة الله
¬_________
(¬1) في (ك): "ذكر".
11799 - حدثنا السلمي، [قال] (¬1): حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن لم يحب لقاء الله لم يحب الله لقاءه" (¬2).
¬_________
(¬1) زيادة من (ك).
(¬2) إسناد المصنف صحيح، وقد أخرج الشيخان أحاديث من هذه الصحيفة، وهذا الحديث موجود في صحيفة عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة التي رواها السلمي، (ص 23، رقم 21)، وأخرج هذا الحديث أحمد في المسند (2/ 313) عن عبد الرزاق به.
وقد روى مسلم والمصنف هذا الحديث بنحوه من طريق شريح بن هانئ عن أبي هريرة مطولًا، وسيأتي عند المصنف برقم (11800).
وللحديث شاهد من حديث عبادة بن الصامت، أخرجه البخاري ومسلم والمصنف، وسيأتي إن شاء الله تعالى برقم (11807)، ومن حديث أبي موسى، وسيأتي برقم (11806).
11800 - حدثنا أبو حصين الكوفي (¬1)، حدثنا سعيد بن عمرو
-[383]- الأشعثي (¬2) ح
وحدثنا أبو محمد الهيذام بن قتيبة بن سعيد البغدادي، حدثنا عبد الله بن صالح (¬3) العجلي، قالا: حدثنا عبثر (¬4)، عن مطرف، عن عامر، عن شريح بن هانئ، عن أبي هريرة قال: قال (¬5) رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه"، قال شريح: فأتيت عائشة، فقلت: يا أم المؤمنين! سمعت أبا هريرة يذكر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإن كان كذلك فقد هلكنا، قالت: أما إن الهالك من هلك بقول (¬6) رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومم ذاك؟ قلت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله
-[384]- كره الله لقاه"، وليس منا أحد إلا وهو يكره الموت، قالت: قد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وليس بالذي تذهب إليه، ولكن إذا طمح (¬7) البصر، وحشرج (¬8) الصدر، واقشعر (¬9) الجلد، وتُشُنِّجت (¬10) الأصابع، فعند ذلك "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه" (¬11).
¬_________
(¬1) لم أقف عليه.
(¬2) هو شيخ مسلم في هذا الحديث، وهو موضع الالتقاء في الإسناد الأول.
(¬3) ابن مسلم بن صالح العجلي الكوفي المقرئ (ت 211 هـ).
وثقه ابن معين، وابن خراش، وابن حجر.
وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "مستقيم الحديث".
انظر: الثقات (8/ 352)، تاريخ بغداد (9/ 477)، تهذيب الكمال (15/ 109)، التقريب (ص 308).
(¬4) بفتح أوله، وسكون الموحدة، وفتح المثلثة: ابن القاسم الزبيدي -بالضم- الكوفي، وهو موضع الالتقاء في الإسناد الثاني. توضيح المشتبه (6/ 91)، التقريب (ص 294).
(¬5) (ك 5/ 264/ ب).
(¬6) هكذا في (ك) وصحيح مسلم، وجاء في الأصل: "يقول".
(¬7) أي: امتد وعلا. النهاية (3/ 138)، لسان العرب (2/ 534).
(¬8) الحشرجة: الغرغرة عند الموت وتردد النفس. النهاية (1/ 389)، لسان العرب (2/ 237).
(¬9) اقشعر جلده: إذا وقف. شرح صحيح مسلم (17/ 18)، لسان العرب (5/ 95).
(¬10) أي: انقبضت. شرح صحيح مسلم (17/ 18)، لسان العرب (2/ 309).
(¬11) أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار -باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه-4/ 2066، رقم 17).
فائدة الاستخراج: التصريح بالقائل: "قال شريح. ."، حيث جاءت رواية مسلم بعدم التصريح باسمه، "قال: فأتيت عائشة".

الصفحة 382