كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 20)

11812 - حدثنا عباس الدوري، حدثنا أبو يحيى الحماني، حدثنا الأعمش (¬1) بإسناده مثله، إلى قوله: "باعًا، ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة ولم يشرك بي شيئًا لقيته بمثلها مغفرة" (¬2).
¬_________
(¬1) موضع الالتقاء هو: الأعمش.
(¬2) انظر: تخريج الحديث رقم (11811).
11813 - حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن أبي الخيبري، حدثنا وكيع (¬1)، حدثنا (¬2) الأعمش، عن المعرور بن سويد، عن أبي ذر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها أو أزيد، ومن جاء بالسيئة فجزاء سيئة مثلها أو أغفر (¬3)، و (¬4) من تقرب مني شبرًا
-[392]- تقربت منه ذراعًا، ومن تقرب مني ذراعًا تقربت منه باعًا" (¬5) (¬6).
قال -ولعله المصنف-: أظن أن في حديث ابن عفان: فقالوا إن هذا الحديث يستشنعه الناس، فقال (¬7): إنما هذا (¬8) عندنا في الإجابة (¬9).
¬_________
(¬1) ابن الجراح، وهو موضع الالتقاء.
(¬2) في (ك): "عن".
(¬3) هكذا في (ك) وصحيح مسلم، وجاء في الأصل: "أو أعفو".
(¬4) هكذا في (ك) وصحيح مسلم، وجاء في الأصل: "أو".
(¬5) انظر: تخريج الحديث رقم (11811).
(¬6) جاء في الأصل في حاشية الخبر: "قال: -ولعله المصنف-. . .".
(¬7) قال الإمام البيهقي بعد روايته لهذا الحديث، وساق بعده هذا القول: "أظنه من قول الأعمش".
الأسماء والصفات (2/ 382، رقم 959).
ومما يؤيد هذا أن الإمام الترمذي رحمه الله بعد أن ذكر حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: "ويروى عن الأعمش في تفسير هذا الحديث: "من تقرب مني شبرًا تقربت منه ذراعا": يعني بالمغفرة والرحمة". جامع الترمذي (5/ 542).
(¬8) هكذا في الأصل، والأسماء والصفات للبيهقي، حيث أخرج الحديث من طريق الحسن بن عفان (2/ 382)، وجاء في نسخة (ك): "هو".
(¬9) للعلماء في قوله: "أتيته هرولة" مسلكان:
المسلك الأول: إثبات صفة الهرولة لله سبحانه وتعالى على ظاهرها، وهي من صفات الأفعال التي يجب علينا الإيمان بها، من غير تكييف ولا تمثيل ولا تأويل.
المسلك الثاني: أن المراد بذلك: إذا تقرب إلي العبد بطاعتي وما أمرت أسرع إليه بمغفرتي ورحمتي، وبهذا القول فسر بعض أهل العلم الحديث، كما قال الترمذي رحمه الله. وبهذا القول قال القاضي عياض، والراغب الأصبهاني، والبيهقي، والخطابي، والكرماني، وأقره ابن حجر.
قال الشيخ ابن عثيمين حفظه الله: "وهذا القول له حظ من النظر، لكن القول =
-[393]- = الأول -أي إثبات الصفة على ظاهرها دون تأويلها- أظهر وأسلم وأليق بمذهب السلف" أ. هـ.
انظر: جامع الترمذي (5/ 542)، الأربعين في التوحيد للهروي (ص 79)، الأسماء والصفات للبيهقي (1/ 526 و 2/ 384، 385)، مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام (5/ 247 - 509)، شرح حديث النزول (ص 318)، فتح الباري (13/ 522، 524)، فتاوى اللجنة الدائمة (3/ 142)، القواعد المثلى للشيخ ابن عثيمين (ص 71، 72).
* للشيخ ابن عثيمين حفظه الله رسالة في إثبات هذه الصفة، والجواب عن أدلة القول الثاني، انظر: مجموع رسائل وفتاوى الشيخ محمد بن عثيمين (1/ 183).

الصفحة 391