كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 20)
باب: ثواب (¬1) مجالس الذكر (¬2)، وثواب من يجلس إلى أهلها وليس هو منهم، والترغيب في سؤال الجنة، والإجارة من النار
¬_________
(¬1) (ك 5/ 266/ ب).
(¬2) الذكر في اللغة: ضد النسيان، ثم حمل عليه الذكر باللسان، قال الفراء: "الذكر ما ذكرته بلسانك وأظهرته".
وفي الشرع: ما تعبد الشارع بلفظه مما يتعلق بتعظيم الله جل وعلا، والثناء عليه سبحانه.
ويطلق أيضًا على كل مطلوب قولي، وقيل: الذكر قول سيق لثناء أو دعاء، ويستعمل أيضًا لكل قول يثاب قائله.
انظر: معاجم مقاييس اللغة (2/ 358)، الفتوحات الربانية على الأذكار النووية (1/ 18)، لسان العرب (4/ 308).
11820 - حدثنا يونس بن حبيب، وبكار بن قتيبة، قالا حدثنا أبو داود، حدثنا وهيب (¬1)، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن لله عز وجل ملائكة سيارة فضلًا، يتبعون مجالس الذكر، فإذا وجدوا مجلسًا فيه ذكر (¬2)، قعدوا فحفف بعضهم بعضًا بأجنحتهم حتى يملؤا ما بينهم وبين السماء الدنيا، فإذا تفرقوا عرجوا،
-[400]- وصعدوا إلى السماء، فيسألهم (¬3) الله عز وجل وهو أعلم: من أين جئتم؟ فيقولون: جئنا من عند عباد لك بالأمس يسبحونك، ويكبرونك، ويحمدونك، ويهللونك، ويسئلونك جنتك، قال: وهل رأوا جنتي؟ قالوا: لا يا رب، قال: فكيف [و] (¬4) لو رأوا جنتي؟ قالوا: ويستجيرونك، قال: ومما يستجيروني؟ قالوا: من نارك، قال: وهل رأوا ناري؟ قالوا: لا، قال: فكيف لو رأوا ناري؟ قالوا: ويستغفرونك، قال: فيقول: قد غفرت لهم، وأعطيتهم ما سألوا، وأجرتهم مما استجاروا (¬5)، قال: فيقولون: إن فيهم فلانًا رجلًا خطآء، إنما مر فجلس معهم، فيقول: قد غفرت [لهم] (¬6)، إنهم القوم لا يشقى بهم جليسهم" (¬7).
¬_________
(¬1) ابن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم البصري، وهو موضع الالتقاء. انظر: تهذيب الكمال (31/ 164).
(¬2) في (ك): "الذكر".
(¬3) هكذا في (ك) وصحيح مسلم، وجاء في الأصل: "فسألهم".
(¬4) زيادة من (ك).
(¬5) في (ك): "مما استجاروني".
(¬6) زيادة من (ك).
(¬7) أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار -باب فضل مجالس الذكر-4/ 2069 - رقم 25)، وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الدعوات -باب فضل ذكر الله عز وجل-5/ 2353، رقم 6045) من طريق جرير عن الأعمش عن أبي صالح به.