كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 20)

باب: بيان الترغيب في الإصلاح بين الناس، والدليل على أنه الذي إذا كان بين اثنين مشاحنة يسعى فيها وقال لكل واحد منهما أحسن ما سمع (¬1) من صاحبه فيه، ويخرج ما خبث بقلبه حتى يطيب قلب كل واحد منهما عن صاحبه، لا أن يكذب كذبًا صراحًا على أحد منهما، والتشديد في الكذب
¬_________
(¬1) في (ك): "مما يسمع".
11370 - حدثنا السلمي، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر (¬1)، عن الزهري، قال: أخبرني، حميد بن عبد الرحمن، عن أمه أم كلثوم بنت عقبة، -وكانت من المهاجرات الأول- قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ليس بكاذب (¬2) من أصلح بين الناس فقال خيرًا، أو نما (¬3)
-[56]- خيرًا" (¬4).
¬_________
(¬1) ابن راشد الأزدي مولاهم، وهو موضع الالتقاء.
(¬2) في (ك): "بالكاذب".
(¬3) بالتخفيف: تقول نميت الحديث أنميته إذا بلّغته على وجه الإصلاح وطلب الخير، فإذا بلغته على وجه الإفساد والنميمة قلت: نمّيته -بالتشديد- كذا قال جمهور العلماء، كأبي عبيد، وابن قتيبة، وابن الأثير وغيرهم. انظر: النهاية (5/ 121)، فتح الباري (5/ 353).
(¬4) أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب تحريم الكذب، وبيان المباح منه (4/ 2012، رقم 101 مكرر.
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الصلح -باب ليس الكاذب الذي يصلح بين الناس-2/ 958، رقم 2546) من طريق صالح عن الزهري به.
فوائد الاستخراج:
1/ساق مسلم الإسناد، وأحال على رواية يونس عن الزهري، وأتم أبو عوانة السياق إسنادا ومتنا.
2 /روى المصنف الحديث من طريق عبد الرزاق الصنعاني، وهو من أوثق الرواة عن معمر (انظر شرح علل الترمذي 2/ 706) ورواه عن معمر عند مسلم: إسماعيل بن علية، وهو بصري، ورواية البصريين عن معمر فيها خطأ واضطراب، نبه على ذلك الإمام أحمد، ويعقوب بن شيبة، وابن رجب. انظر: شرح علل الترمذي (2/ 767).

الصفحة 55