كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 20)
11374 - حدثنا يوسف بن مسلم، حدثنا حجاج، عن ابن جريج، عن ابن شهاب الزهري، (¬1) عن حميد بن عبد الرحمن، عن أمه، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ليس بالكاذب (¬2) من يصلح بين الناس، قال خيرًا أو نما خيرًا" (¬3).
¬_________
(¬1) موضع الالتقاء هو: الزهري.
(¬2) في (ك): "الكاذب".
(¬3) انظر: تخريج الحديث رقم (11370).
11375 - حدثنا أبو أمية، [قال] (¬1): حدثنا الحسين بن محمد المروروذي (¬2)، حدثنا جرير بن حازم، عن يونس (¬3)، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أم كلثوم بنت عقبة، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ليس بكاذب الذي يصلح بين الناس، فيقول خيرا وينمي خيرا".
قال ابن شهاب: ولم أسمع رخص (¬4) في شيء مما يقول الناس في الكذب إلا في ثلاث: الحرب، والإصلاح بين الناس،
-[59]- وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها (¬5).
¬_________
(¬1) زيادة من (ك).
(¬2) في (ك): "المروزي".
(¬3) ابن يزيد الأيلي، وهو موضع الالتقاء.
(¬4) في (ك): "يرخص".
(¬5) أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب تحريم الكذب وبيان المباح منه- 4/ 2011 رقم 101).
اختلف الرواة على الزهري في هذه الزيادة:
1/ فمنهم من لم يأت بها، وهم:
مالك بن أنس، وروايته عند المصنف (11377).
ومعمر وروايته عند مسلم والمصنف، انظر حديث (11370).
وأيوب، وروايته عند المصنف برقم (11372).
وعقيل، وروايته عند المصنف برقم (11373).
وابن جريج، وروايته عند المصنف برقم (11374).
2 / ومنهم من جعلها من قول الصحابية أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها وهم: - صالح بن كيسان، وروايته عند مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب تحريم الكذب- 4/ 2012، رقم 101 مكرر)، والنسائي في السنن الكبرى (5/ 193، رقم 8642)، من طرق عن إبراهيم بن سعد عن صالح به.
ورواه البخاري في صحيحه (كتاب الصلح -باب ليس الكاذب الذي يصلح بين الناس- 2/ 958، رقم 2546)، من طريق عبد العزيز بن عبد الله، عن صالح به، ولم يذكر هذه الزيادة.
3 / ومنهم من جعلها من قول الزهري، وهم:
- يونس بن يزيد الأيلي، وروايته عند مسلم، والمصنف، وقد تقدم تخريجها، انظر حديث رقم (11375، 11376)، والنسائي في السنن الكبرى (5/ 352 - رقم (9125).
4 / ورواه عن الزهري: عبد الوهاب بن أبي بكر، فجعل هذه الزيادة من قول =
-[60]- = رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بلفظ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا أعده كذبا الرجل يصلح بين الناس".
والحديث أخرجه أبو داود في سننه (5/ 219، رقم 4921)، النسائي في السنن الكبرى (5/ 351، رقم 9124)، والطبري في تهذيب الآثار (1/ 110، رقم 228)، ووافقه أيضا على الرفع: عبد الرحمن بن إسحاق، وروايته عند الطبري في تهذيب الآثار (1/ 110، رقم 232).
الترجيح: رجح الإمام النسائي رحمه الله رواية يونس، فقال: "يونس أثبت في الزهريّ" (تحفة الأشراف 13/ 103)، وفتح الباري (5/ 353).
والإمام البخاري روى الحديث من طريق صالح بن كيسان دون الزيادة (صحيح البخاري -كتاب الصلح- باب ليس الكاذب الذي يصلح بين الناس-2/ 958، رقم 2546)، ولا شك أن يونس أثبت في الزهري من صالح بن كيسان.
انظر: شرح علل الترمذي (2/ 613)، تهذيب الكمال (32/ 554).