كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 20)

باب بيان حرمة وجه الإنسان وحرمته، وعقاب من يعذبه أو يؤذيه
11399 - حدثنا محمد بن عبد الملك الواسطي، حدثنا أبو علي الحنفي (¬1)، حدثنا المثنى القصير (¬2)، عن قتادة، عن أبي أيوب (¬3)، عن أبي هريرة قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه فإن الله عز وجل خلق آدم على صورته" (¬4).
¬_________
(¬1) هو: عبيد الله بن عبد المجيد البصري.
(¬2) هو: ابن سعيد الضبعي، وهو موضع الالتقاء.
(¬3) اسمه يحيى، ويقال: حبيب بن مالك المراغي الأزدي. تهذيب الكمال (33/ 60).
(¬4) أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة والآداب -باب النهي عن ضرب الوجه 4/ 2017، رقم 115).
وأخرجه البخاري في صحيحه (كتاب العتق -باب إذا ضرب العبد فليجتنب الوجه-2/ 902، رقم 2420)، من طريق سعيد المقبري، عن أبيه عن أبي هريرة، وليس فيه قوله: "فإن الله خلق آدم على صورته".
تنبيه: قد تكلم العلماء رحمهم الله في عود الضمير في هذا الحديث في قوله: "على صورته" واختلفوا فيه على أقوال ثلاثة:
1 - أن الضمير يعود على المضروب.
2 - أن الضمير يعود على آدم.
3 - أن الضمير يعود على الله تعالى، وهذا هو قول أهل السنة والجماعة، حيث جاءت الرواية الأخرى، المبينه لذلك من حديث ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعًا: "لا =
-[81]- = تقبحوا الوجه، فإن الله خلق آدم على سورة الرحمن" صححه الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه، وشيخ الإسلام ابن تيمية ... وغيرهم، انظر: كتاب عقيدة أهل الإيمان (ص 12 - 26).
وقد كتب في هذه المسألة فضيلة الشيخ: حمود التويجري رحمه الله كتابا نفيسًا، وسماه "عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على سورة الرحمن" بين فيه أقوال العلماء وأدلتهم ورجح القول الثالث، ونقل كلام شيخ الإسلام في هذه المسألة، وأجاب عن الأقوال الأخرى وأدلتهم، فأجاد وأفاد.

الصفحة 80