{الَّذِينَ ظَلَمُوا} مِن كفار مشركي مكة، {و} هذا القرآن {بُشْرى} لِما فيه مِن الثواب لِمَن آمن به {لِلْمُحْسِنِينَ} يعني: المُوَحِّدين (¬١). (ز)
{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (١٣) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٤)}
٧٠٤٨٠ - عن نمران البجلي، قال: قرأت هذه الآية على أبي بكر الصديق: {إنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا}، قال: هم الذين لم يُشرِكوا بالله شيئًا (¬٢) [٥٩٧١]. (ز)
٧٠٤٨١ - قال مقاتل بن سليمان: {إنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنا اللَّهُ} فعرفوا، {ثُمَّ اسْتَقامُوا} على المعرفة بالله، ولم يرتدّوا عنها؛ {فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} مِن العذاب، {ولا هُمْ يَحْزَنُونَ} مِن الموت. ثم أخبر بثوابهم، فقال: {أُولئِكَ أصْحابُ الجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها} لا يموتون، {جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ} (¬٣). (ز)
{وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا}
قراءات:
٧٠٤٨٢ - عن الحسن البصري أنّه قرأ: «وفَصْلُهُ» بغير ألف (¬٤) [٥٩٧٢]. (١٣/ ٣٢٣)
---------------
[٥٩٧١] ذكر ابنُ عطية (٧/ ٦١٦) أنّ كثيرًا مِن الناس ذهب إلى أن معنى الآية: ثم اسْتَقامُوا بالطاعات والأعمال الصالحات. وساق قول أبي بكر، ثم علَّق عليه بقوله: «وهذا القول أعمّ رجاءً وأوسع، وإن كان في الجملة المؤمنة مَن يُعذب وينفذ عليه الوعيد، فهو ممن يُخلّد في الجنة وينتفي عنه الخوف والحزن الحالّ بالكفرة».
[٥٩٧٢] اختُلف في قراءة قوله: {وفصاله}؛ فقرأ قوم: {وفصاله}، وقرأ غيرهم: «وفَصْلُهُ».
وذكر ابنُ جرير (٢١/ ١٣٨) أن القراءة الأولى بمعنى: فاصلته أمه فصالًا ومفاصلة. وأن القراءة الثانية بمعنى: وفصل أمه إياه.
وبنحوه قال ابنُ عطية (٧/ ٦١٨).
ثم رجَّح ابنُ جرير (٢١/ ١٣٨) صحة كلتا القراءتين مستندًا إلى إجماع القراء، فقال: «والصواب من القول في ذلك عندنا ما عليه قرّاء الأمصار؛ لإجماع الحجة مِن القراء عليه، وشذوذ ما خالفه».
_________
(¬١) تفسير مقاتل بن سليمان ٤/ ١٩.
(¬٢) أخرجه سفيان الثوري ص ٢٧٦ - ٢٧٧.
(¬٣) تفسير مقاتل بن سليمان ٤/ ١٩.
(¬٤) عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
وهي قراءة متواترة، قرأ بها يعقوب، وقرأ بقية العشرة: {وفِصالُه} بكسر الفاء وفتح الصاد وألف بعدها. انظر: النشر ٢/ ٣٧٣، والإتحاف ص ٥٠٤.