{أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (١٨)}
٧٠٥٤٤ - عن الحسن البصري -من طريق معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة- قال: الجِنُّ لا يموتون. قال قتادة: فقلت: {أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ القَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ} الآية (¬١) [٥٩٨١]. (ز)
٧٠٥٤٥ - قال مقاتل بن سليمان: يقول الله تعالى: {أُولئِكَ} النَّفر الثلاثة {الَّذِينَ} ذكرهم عبد الرحمن {حَقَّ عَلَيْهِمُ القَوْلُ} يقول: وجب عليهم العذاب {فِي أُمَمٍ} يعني: مع أمم {قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمْ مِنَ} من كفار {الجِنِّ والإنْسِ إنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ} (¬٢) [٥٩٨٢]. (ز)
{وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (١٩)}
نزول الآية، وتفسيرها
٧٠٥٤٦ - عن إسماعيل السُّدّيّ -من طريق أسباط- قال: ... ثم أسلم بعدُ، فحسُن إسلامه [أي: عبد الرحمن بن أبي بكر]، فنزلتْ توبته في هذه الآية: {ولِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمّا عَمِلُوا} (¬٣). (١٣/ ٣٢٩)
---------------
[٥٩٨١] انتقد ابنُ عطية (٧/ ٦٢٣) قول الحسن مستندًا لظاهر الآية، والسنة، فقال: «قوله: {قد خلت من قبلهم من الجن والإنس} يقتضي أن الجن يموتون كما يموت البشر قرنًا بعد قرن، وقد جاء حديث يقتضي ذلك».
[٥٩٨٢] ذكر ابنُ عطية (٧/ ٦٢٣) أن قوله: {أولئك} ظاهر أنها إشارة إلى جنس يتضمنه قوله: {والذي قال}.
وبنحوه قال ابنُ كثير (١٣/ ٢٠).
ثم قال ابنُ عطية: «ويحتمل -إن كانت الآية في مُشار إليه- أن يكون قوله: {أولئك} بمعنى: صنف هذا المذكور وجنسهم {الذين حقّ عليهم القول} أي: قول الله تعالى».
_________
(¬١) أخرجه ابن جرير ٢١/ ١٤٦.
(¬٢) تفسير مقاتل بن سليمان ٤/ ٢٢.
(¬٣) أخرجه ابن أبي حاتم -كما في فتح الباري ٨/ ٥٧٧ - . وتقدم بتمامه في الآية قبل السابقة.