كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 20)

{أذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا واسْتَمْتَعْتُمْ بِها} (¬١). (١٣/ ٣٣٣)

٧٠٥٦٤ - عن سالم بن عبد الله بن عمر، أنّ عمر كان يقول: واللهِ، ما نعْيا بلذّات العيْش أن نأمر بصغار المِعْزى فتُسْمَطُ (¬٢) لنا، ونأمر بلباب الحنطة فتُخبز لنا، ونأمر بالزّبيب فيُنبذ لنا في الأسْعانِ (¬٣) حتى إذا صار مثل عين اليعقوب (¬٤) أكَلْنا هذا، وشربنا هذا، ولكنّا نريد أن نستبقي طيّباتنا؛ لأنّا سمعنا الله يقول: {أذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا} الآية (¬٥). (١٣/ ٣٣١)

٧٠٥٦٥ - عن هشام بن عروة، في قوله تعالى: {أذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا}، أنّ عمر بن الخطاب قال: لو شئتُ أن أُذهب طيباتي في حياتي الدنيا لأمرت بجَدْيٍ سمين فطُبخ باللبن (¬٦). (ز)

٧٠٥٦٦ - عن صفوان بن عبد الله، قال: استأذن سعدٌ على ابن عامر، وتحته مرافِقُ من حرير، فأمر بها، فرُفعت، فلما دخل سعد دخل وعليه مِطْرف مِن خَزٍّ! فقال له: استأذنتَ عَلَيَّ وتحتي مرافقُ مِن حرير، فأمرتُ بها فرُفعت! فقال له سعد: نِعم الرجل أنت، إن لم تكن ممن قال الله: {أذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا}، واللهِ، لأن أضطجع على جمر الغضى أحبّ إلي مِن أن أضطجع عليها. قال: فهذا عليك شطره حرير وشطره خَزّ؟! قال: إنما يلي جلدي منه الخزّ (¬٧). (ز)


{فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ (٢٠)}
٧٠٥٦٧ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- {عَذابَ الهُونِ}، قال: الهوان (¬٨). (ز)
---------------
(¬١) أخرجه ابن المبارك (٥٧٩)، وابن سعد ٣/ ٢٧٩، وأحمد في الزهد -كما في تخريج الكشاف ٣/ ٢٨٣ - ، وأبو نعيم في الحلية ١/ ٤٩. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(¬٢) أصل السَّمْط: أنْ يُنزَع صوف الشاة المذبوحة بالماء الحار، وإنما يُفْعل بها ذلك في الغالب لِتُشْوى. النهاية (سمط).
(¬٣) السُّعْن: قِرْبة أو إداوَة يُنْتَبذ فيها وتعلَّق بوتد أو جذع نخلة. النهاية (سعن).
(¬٤) اليعقوب: ذكر الحَجَل. يريد أن الشراب صار في صفاء عينه. النهاية (يعقب).
(¬٥) أخرجه أبو نعيم في الحلية ١/ ٤٩.
(¬٦) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ٢١٧.
(¬٧) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (ت: محمد عوامة) ١٢/ ٤٤٢ (٢٥١٢٩).
(¬٨) تفسير مجاهد ص ٦٠٢، وأخرجه ابن جرير ٢١/ ١٤٩.

الصفحة 150