٧٠٦١١ - عن عاصم، أنه قرأ: {لا يُرى إلّا مَساكِنُهُمْ} (¬٢) [٥٩٨٥]. (١٣/ ٣٤٠)
---------------
[٥٩٨٥] اختُلف في قراءة قوله: {فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم}؛ فقرأ ذلك قوم: «لا تَرى إلّا مَساكِنَهُمْ» بالتاء نصبًا. وقرأ آخرون: {لا يُرى إلّا مَساكِنُهُمْ}. وقرأ غيرهم: (لا تُرى إلّا مَساكِنُهُمْ).
وذكر ابنُ جرير (٢١/ ١٥٨ - ١٥٩) أن القراءة الأولى بمعنى: فأصبحوا لا ترى أنت -يا محمد- إلا مساكنهم. وأنّ القراءة الثانية بالياء ورفع المساكن، بمعنى: أنه لا يرى في بلادهم شيء إلا مساكنهم.
وبنحوه قال ابنُ عطية (٧/ ٦٢٧).
ورجَّح ابنُ جرير (٢١/ ١٥٩) صحة القراءة الأولى والثانية؛ لقراءة القراء بها، فقال: «وبأي القراءتين اللتين ذكرت قرأ ذلك القارئ فمصيب، وهو القراءة برفع المساكن إذا قرئ قوله: {يرى} بالياء وضمّها. وبنصب المساكن إذا قرئ قوله: {ترى} بالتاء وفتحها».
وانتقد القراءة الأخيرة مستندًا إلى اللغة، فقال: «وأما التي حكيت عن الحسن فهي قبيحة في العربية، وإن كانت جائزة، وإنما قبحت لأن العرب تذكّر الأفعال التي قبل» إلا «، وإن كانت الأسماء التي بعدها أسماء إناث، فتقول: ما قام إلا أختك، ما جاءني إلا جاريتك. ولا يكادون يقولون: ما جاءتني إلا جاريتك. وذلك أن المحذوف قبل» إلا «» أحد «، أو» شيء «و» أحد «، و» شيء «تذكّر فعلهما العرب، وإن عني بهما المؤنث، فتقول: إن جاءك منهن أحد فأكرمه، ولا يقولون: إن جاءتك».
وكذا انتقدها ابنُ عطية (٧/ ٦٢٨) بقوله: «وفي هذه القراءة استكراه».
_________
(¬١) عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
وهي قراءة متواترة، قرأ بها العشرة ما عدا يعقوب، وحمزة، وعاصمًا، وخلفًا؛ فإنهم قرءوا: {لا يُرى إلّا مَساكِنُهُمْ} بالياء، والرفع. انظر: النشر ٢/ ٣٧٣، والإتحاف ص ٥٠٥.
(¬٢) عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.