آثار متعلقة بالآية:
٧٠٦٥٥ - عن عبد الله بن مسعود، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «بِتّ الليلة أقرأ على الجن رفقاء (¬٢) بالحَجُون (¬٣)» (¬٤). (١٣/ ٣٤٣)
٧٠٦٥٦ - عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه وهو بمكة: «مَن أحبّ منكم أن يحضر أمر الجنّ الليلة فليفعل». فلم يحضر منهم أحدٌ غيري، قال: فانطلقنا، حتى إذا كُنّا بأعلى مكة خطّ لي برِجْله خَطًّا، ثم أمرني أنْ أجلس فيه، ثم انطلَق حتى قام، فافتتح القرآن، فغشيتْه أسْوِدَةٌ (¬٥) كبيرة حالتْ بيني وبينه حتى ما أسمع صوته، ثم طفقوا يتقطّعون مثل قِطع السحاب ذاهبين، حتى بقي منهم رهط، ففرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع الفجر، فانطلق متبرِّزًا، ثم أتاني، فقال: «ما فعل الرّهط؟». قلتُ: هم أولئك، يا رسول الله. فأخذ عظْمًا أو روْثًا أو حُمَمَة (¬٦)، فأعطاهم إيّاه زادًا، ثم نهى أن يستطيب أحد بعظْم أو روْث (¬٧) [٥٩٩٦]. (ز)
---------------
[٥٩٩٥] ذكر ابن عطية (٧/ ٦٣٣ - ٦٣٤) أن قوله تعالى: {ومَن لا يُجِبْ داعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ} الآية، يحتمل أن يكون من كلام المنذرين، ويحتمل أن يكون من كلام الله تعالى لمحمد - صلى الله عليه وسلم -، والمراد بها إسماع الكفار.
[٥٩٩٦] علَّق ابنُ كثير (١٣/ ٣٤ - ٣٥) على هذا الحديث بقوله: «رواه ابن جرير عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن أبي زرعة وهب الله بن راشد، عن يونس بن يزيد الأيلي، به. ورواه البيهقي في الدلائل، من حديث عبد الله بن صالح -كاتب الليث- عن الليث، عن يونس به. وقد روى إسحاق بن راهويه، عن جرير، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن ابن مسعود، فذكر نحو ما تقدم. ورواه الحافظ أبو نعيم، من طريق موسى بن عبيدة، عن سعيد بن الحارث، عن أبي المعلى، عن ابن مسعود فذكر نحوه أيضًا». وذكره (١٣/ ٣٦) من طريق آخر ووصفه بالغرابة الشديدة.
_________
(¬١) تفسير مقاتل بن سليمان ٤/ ٢٨ - ٣٠.
(¬٢) عند ابن جرير: «ربعًا». والرفقاء: جمع الرفقة، وهو حال من الجن، أي: أنهم كانوا مجتمعين.
(¬٣) الحَجُون: موضع بمكة عند المحصب. ويقال: مقبرة أهل مكة تجاه دار أبي موسى الأشعري. معجم ما استعجم ٢/ ٤٢٨.
(¬٤) أخرجه أحمد ٧/ ٦٦ (٣٩٥٤)، وابن حبان ١٤/ ٢٢٤ (٦٣١٩)، وابن جرير ٢١/ ١٦٩.
(¬٥) يقال: مَرَّت بنا أساودُ من الناس وأَسْوِداتٌ كأنها جمع أسْوِدَةٍ، وهي جمع قِلَّة لسَواد، وهو الشخص؛ لأنه يُرى من بعيد أسْوَدَ. لسان العرب (سود).
(¬٦) الحُمَمة: واحدة الحُمم وهو الفَحْم. لسان العرب (حمم).
(¬٧) أخرجه الحاكم ٢/ ٥٤٧ (٣٨٥٨)، وابن جرير ٢١/ ١٦٨ - ١٦٩.
سكت عنه الحاكم، وقال الذهبي في التلخيص: «هو صحيح عند جماعة».