كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 20)

{إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (١٥)}
٦٩٩٤١ - عن عبد الله بن مسعود -من طريق مسروق-: ... أُتِي النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقيل: يا رسول الله، استَسقِ اللهَ لِمُضَر. فاستسقى لهم، فسُقوا؛ فأنزل الله: {إنّا كاشِفُو العَذابِ قَلِيلًا إنَّكُمْ عائِدُونَ} (¬١). (١٣/ ٢٦٣)

٦٩٩٤٢ - قال عبد الله بن مسعود: {قَلِيلًا} إلى يوم بدر (¬٢). (ز)

٦٩٩٤٣ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد، ومعمر-: {إنّا كاشِفُو العَذابِ} يعني: الدخان، {إنَّكُمْ عائِدُونَ} إلى عذاب الله يوم القيامة (¬٣) [٥٩٠٦]. (١٣/ ٢٦٥)

٦٩٩٤٤ - قال مقاتل بن سليمان: فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «اللهم، اسقنا غيثًا مغيثًا عامًّا، طَبَقًا (¬٤) مُطْبِقًا، غدقًا مُمْرِعًا (¬٥)، مَرْيًا عاجلًا غير رَيْثٍ (¬٦)، نافعًا غير ضار». فكشف الله تعالى عنهم العذاب، فذلك قوله: {إنّا كاشِفُوا العَذابِ} يعني: الجوع {قَلِيلًا} إلى يوم بدر {إنَّكُمْ عائِدُونَ} إلى الكفر. فعادوا، فانتقم الله منهم ببدرٍ، فقتَلهم، فذلك قوله: {يَوْمَ نَبْطِشُ البَطْشَةَ الكُبْرى} (¬٧). (ز)

٦٩٩٤٥ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {إنّا كاشِفُو العَذابِ قَلِيلًا}، قال: قد فعل، كَشف الدُّخان حين كان (¬٨). (ز)
---------------
[٥٩٠٦] لما رجّح ابنُ جرير فيما سبق أن الدُّخان: الضرُّ النازل بكفار قريش من الجوع والقحط الذي بلغ من شدته أنهم رأوا في السماء كهيئة الدخان؛ رجَّح (٢١/ ٢٣ - ٢٤) هنا أنّ العذاب المراد كشفه: هو ذلك الضرّ النازل بهم. لدلالة السياق، ثم بيّن أنه على القول بأنه دخان يكون قبل قيام الساعة؛ فالعذاب المراد كشفه: هو الدُّخان.
_________
(¬١) تقدم بتمامه مع تخريجه في تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ}.
(¬٢) تفسير البغوي ٧/ ٢٣٠.
(¬٣) أخرجه ابن جرير ٢١/ ٢٤. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وابن المنذر.
(¬٤) أي: مالِئًا للأرض مُغَطيًا لها. النهاية (طبق).
(¬٥) المَرْع: الكَلأ، وأَمْرَع القوم: أصابوا الكلأ فأخصبوا. لسان العرب (مرع).
(¬٦) أي: غير بَطِيء. لسان العرب (ريث).
(¬٧) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٨١٩.
(¬٨) أخرجه ابن جرير ٢١/ ٢٤.

الصفحة 22