كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 20)

{مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ (٣١)}
٧٠٠٦٥ - قال مقاتل بن سليمان: ثم قال: {مِن فِرْعَوْنَ إنَّهُ كانَ عالِيًا} عن التوحيد، {مِنَ المُسْرِفِينَ} يعني: من المشركين (¬١). (ز)


{وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (٣٢)}
٧٠٠٦٦ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {ولَقَدِ اخْتَرْناهُمْ عَلى عِلْمٍ عَلى العالَمِينَ}، قال: فضّلناهم على مَن بَين أظهرهم (¬٢). (١٣/ ٢٧٧)

٧٠٠٦٧ - عن قتادة بن دعامة، في الآية، قال: اختارهم على خيرٍ علِمه الله فيهم، {عَلى العالَمِينَ} قال: العالَم الذي كانوا فيه، ولكلّ زمان عالَم (¬٣). (١٣/ ٢٧٨)

٧٠٠٦٨ - قال مقاتل بن سليمان: ثم رجع إلى بني إسرائيل، فقال: {ولَقَدِ اخْتَرْناهُمْ عَلى عِلْمٍ} عَلِمه الله - عز وجل - منهم {عَلى العالَمِينَ} يعني: عالَم ذلك الزمان (¬٤) [٥٩٢٠]. (ز)
---------------
[٥٩٢٠] ذكر ابنُ عطية (٧/ ٥٨٠) في قوله: {على علم} احتمالين، وبحسب كل احتمال منهما يختلف المراد بـ {العالمين}: الأول: معناه: على شيء سبق عندنا فيهم، ويكون قوله: {على العالمين} مرادًا به جميع الناس. والمعنى: «لقد اخترناها لهذا الإنجاء وهذه النّعم على سابق علم لنا فيهم، وخصصناهم بذلك دون العالم». الثاني: أن قوله: {على علم} معناه: على علم لهم وفضائل فيهم، فيكون قوله: {على العالمين} أي: على عالم زمانهم، والمعنى: «اخترناهم للنبوات والرسالات».
وقال ابنُ القيم (٢/ ٤٤١): «لا خلاف بين الناس أن المعنى: على علم منّا بأنهم أهل الاختيار. فالجملة في موضع نصب على الحال، أي: اخترناهم عالمين بهم وبأحوالهم».
_________
(¬١) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٨٢٢.
(¬٢) تفسير مجاهد ص ٥٩٨، وأخرجه ابن جرير ٢١/ ٤٦ بنحوه، والفريابي -كما في تغليق التعليق ٤/ ٣١٠، والفتح ٨/ ٥٧٠ - . وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(¬٣) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ٢٠٨ مختصرًا من طريق معمر، وابن جرير ٢١/ ٤٦ مختصرًا من طريق سعيد ومعمر. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وعبد بن حميد.
(¬٤) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٨٢٢.

الصفحة 42