كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 20)

وأفريقية. الزّقُّوم يعنون: التّمر والزُّبْد، زعم ذلك عبد الله بن الزّبعرى السهمي، وذلك أنّ أبا جهل قال لهم: إنّ محمدًا يزعم أنّ النار تنهت (¬١) الشّجر، وإنما النار تأكل الشّجر، فما الزَّقُّوم عندكم؟ فقال عبد الله بن الزّبعرى: التّمر والزُّبْد. فقال أبو جهل بن هشام: يا جارية، ابغِنا تمرًا وزُبدًا. فقال: تزقّموا (¬٢). (ز)


{خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (٤٧) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (٤٨) ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (٤٩)}
نزول الآية، وتفسيرها
٧٠١٣٤ - عن عبد الله بن عباس، {ذُقْ إنَّكَ أنْتَ العَزِيزُ الكَرِيمُ}، قال: هو أبو جهل بن هشام (¬٣). (١٣/ ٢٨٧)

٧٠١٣٥ - عن عكرمة مولى ابن عباس، قال: لقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا جهل، فقال: «إنّ الله أمرني أن أقول لك: {أوْلى لَكَ فَأَوْلى ثُمَّ أوْلى لَكَ فَأَوْلى} [القيامة: ٣٤ - ٣٥]». قال: فنَزع ثوبه مِن يده، وقال: ما تستطيع لي أنت ولا صاحبك مِن شيء، لقد علمتَ أنِّي أمْنعُ أهلَ بطحاء، وأنا العزيز الكريم. فقتَله اللهُ يومَ بدر، وأذلّه، وعيّره بكلمته، وأنزل: {ذُقْ إنَّكَ أنْتَ العَزِيزُ الكَرِيمُ} (¬٤). (١٣/ ٢٨٦)

٧٠١٣٦ - عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- قال لما نزلتْ: {خُذُوهُ فاعْتِلُوهُ إلى سَواءِ الجَحِيمِ}؛ قال أبو جهل: ما بين جَبليها رجلٌ أعزّ ولا أكرم مني. فقال الله: {ذُقْ إنَّكَ أنْتَ العَزِيزُ الكَرِيمُ} (¬٥). (١٣/ ٢٨٧)

٧٠١٣٧ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِن عَذابِ الحَمِيمِ}: نزلتْ في عدوِّ الله أبي جهل، لقِيَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فأخذه، فهزّه، ثم قال: «أولى لك -يا أبا جهل- فأولى، ثم أولى لك فأولى، ذُقْ إنك أنتَ العزيز الكريم». وذلك أنه قال: أيوعدني محمد؟! واللهِ، لَأنا أعزُّ مَن مشى بين جَبليها.
---------------
(¬١) كذا في مطبوعة المصدر. ولعلها: تنبت. وجاء في معنى تنهت: تصوت. النهاية (نهت).
(¬٢) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٨٢٤ - ٨٢٥.
(¬٣) عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(¬٤) أخرجه الأموي في مغازيه -كما في تفسير ابن كثير ٧/ ٢٤٦ - .
(¬٥) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ٢٠٩، وابن جرير ٢١/ ٦١. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.

الصفحة 57