٧٠٢٣٨ - وإسماعيل السُّدّيّ: {قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أيّامَ اللَّهِ} نزلت في أُناسٍ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مِن أهل مكة كانوا في أذًى شديد مِن المشركين، من قبل أن يُؤمروا بالقتال، فشكَوا ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فأنزل الله هذه الآية، ثم نَسَخَتْها آيةُ القتال (¬١). (ز)
تفسير الآية:
٧٠٢٣٩ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العَوفيّ- في قوله: {قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا} الآية، قال: كان نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم - يُعرِض عن المشركين إذا آذَوه، وكانوا يستهزئون به ويكذِّبونه ... (¬٢). (١٣/ ٢٩٥)
٧٠٢٤٠ - عن عبد الله بن عباس -من طريق الضّحّاك-: ... {قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا} يعني: عمر بن الخطاب? {يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أيّامَ اللَّهِ} ويعفوا ويتجاوزوا للذين لا يخافون مثل عقوبات الأيام الخالية؛ {لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِما كانُوا يَكْسِبُونَ} (¬٣).
٧٠٢٤١ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أيّامَ اللَّهِ}، قال: الذين لا يدرون أنْعمَ الله عليهم أم لم يُنعم (¬٤) [٥٩٤١]. (١٣/ ٢٩٥)
٧٠٢٤٢ - عن قتادة بن دعامة، {قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا} الآية، قال: ما زال نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر بالعفو، ويحثُّ عليه، ويُرغِّب فيه، حتى أُمر أن يعفو عمَّن لا يرجو
---------------
[٥٩٤١] علَّق ابنُ عطية (٨/ ٥٩٤) على هذا القول بقوله: «فـ {يرجون} -على هذا- هي التي تتنزل منزلة: يخافون، وإنما تنزلت منزلتها مِن حيث الرجاء والخوف متلازمان لا تجد أحدهما إلا والآخر معه مقترن». وذكر أن فرقة فسرت قوله: {أيام الله} بأن معناه: أيام إنعامه ونصره وتنعيمه في الجنة وغير ذلك. وعلَّق عليه بقوله: «فـ {يرجون} -على هذا- هو من بابه».
_________
(¬١) تفسير الثعلبي ٨/ ٣٦٠، وتفسير البغوي ٧/ ٢٤٣.
(¬٢) أخرجه ابن جرير ٢١/ ٨٠. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(¬٣) أخرجه النحاس في الناسخ والمنسوخ ص ٦٦٢ - ٦٦٣.
(¬٤) تفسير مجاهد ص ٦٠٠ بنحوه، وأخرجه ابن جرير ٢١/ ٨٠ - ٨١ بلفظ: لا يبالون نعم الله، أو نقم الله. وعزاه السيوطي إلى أبي داود في ناسخه، وابن المنذر.