كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 20)

الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون}. قالت المُرجئة: ليس كما قلتَ، بل هم سواء، فكفروا، وأوردوا على الله، ... (¬١). (ز)


{وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (٢٢)}
٧٠٢٨٧ - قال مقاتل بن سليمان: {وخَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ والأَرْضَ بِالحَقِّ} يقول: لم أخلقهما عبثًا لغير شيء، ولكن خلقتُهما لأمر هو كائن، {ولِتُجْزى} يقول: ولكي تُجزى {كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ} يعني: بما عملتْ في الدنيا مِن خير أو شرٍّ، {وهُمْ لا يُظْلَمُونَ} في أعمالهم، يعني: لا يُنقصون من حسناتهم، ولا يُزاد في سيئاتهم (¬٢). (ز)


{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (٢٣)}
نزول الآية:
٧٠٢٨٨ - عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جُبير- قال: كان الرجلُ مِن العرب يعبد الحَجر، فإذا وجد أحسنَ منه أخذه وألقى الآخر؛ فأنزل الله: {أفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلَهَهُ هَواهُ} (¬٣). (١٣/ ٢٩٨)

٧٠٢٨٩ - عن سعيد [بن جُبير]-من طريق جعفر- قال: كانت قريش تعبد العُزّى -وهو حجر أبيض- حينًا مِن الدهر، فإذا وجدوا ما هو أحسن منه طرحوا الأول وعبدوا الآخر؛ فأنزل الله: {أفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلَهَهُ هَواهُ} (¬٤). (ز)

٧٠٢٩٠ - قال مقاتل بن سليمان: {أفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلهَهُ هَواهُ}، يعني: الحارث بن قيس السهمي اتخذ إلهه هوًى، وكان مِن المستهزئين (¬٥). (ز)
---------------
(¬١) أخرجه البيهقي في القضاء والقدر ٣/ ٨٢٦.
(¬٢) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٨٣٩.
(¬٣) أخرجه الحاكم ٢/ ٤٩١ (٣٦٨٩)، من طريق مطرف، عن جعفر بن إياس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس به.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». ووافقه الذهبي.
(¬٤) أخرجه ابن جرير ٢١/ ٩٣.
(¬٥) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٨٣٩ - ٨٤٠. وفي تفسير الثعلبي ٨/ ٣٦٢ بنحوه منسوبًا إلى مقاتل دون تعيينه.

الصفحة 87