كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 20)

حرم الله (¬١). (ز)

٧٠٢٩٥ - عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: {أفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلَهَهُ هَواهُ}، قال: لا يهوى شيئًا إلا رَكِبه، لا يخاف الله - عز وجل - (¬٢) [٥٩٤٧]. (١٣/ ٢٩٨)

٧٠٢٩٦ - قال مقاتل بن سليمان: {أفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلهَهُ هَواهُ} يعني الحارث بن قيس السهمي اتخذ إلهه هوى، وكان من المستهزئين وذلك أنه هوى الأوثان فعبَدها {وأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ} علمه فيه {وخَتَمَ} يقول: وطبع {عَلى سَمْعِهِ} فلا يسمع الهُدى {و} على {قَلْبِهِ} فلا يعقل الهُدى {وجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً} يعني الغطاء {فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ} إذ أضلّه الله {أفَلا} يعني أفهلّا {تَذَكَّرُونَ} فتعتبروا في صُنع الله، فتوحِّدونه (¬٣). (ز)

٧٠٢٩٧ - عن سفيان بن عُيَينة -من طريق ابن أبي عمر- في قوله: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} الآية، قال: كانوا يعبدون الحجَر، فإذا وجدوا حجرًا أحسن منه طرحوه، وأخذوا الحسن. قال سفيان: وإنما عبدوا الحجارة لأن البيت حجارة (¬٤) [٥٩٤٨]. (ز)
---------------
[٥٩٤٧] علَّق ابنُ عطية (٨/ ٦٠٠) على هذا القول، فقال: «وهذا كما يقال: الهوى إله معبود».
[٥٩٤٨] اختُلف في معنى قوله: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} على قولين: الأول: أفرأيت من اتخذ دينه بهواه، فلا يهوى شيئًا إلا ركبه. الثاني: أفرأيت من اتخذ معبوده ما هويت عبادَته نفسُه من شيء.
وعلَّق ابنُ عطية (٨/ ٦٠٠) على القول الثاني الذي قاله سعيد بن جُبير، ومقاتل، وسفيان، بقوله: «إذ كانوا يعبدون ما يهوون من الحجارة». ثم بيّن أن هذه الآية وإن كانت نزلت في هوى الكفر فهي متناولة جميع هوى النفس الأمّارة.
ورجَّح ابنُ جرير (٢١/ ٩٣) -مستندًا إلى ظاهر الآية- القول الثاني، فقال: «وأولى التأويلين في ذلك بالصواب قول من قال: معنى ذلك: أفرأيت -يا محمد- مَن اتخذ معبوده هواه، فيعبد ما هوي مِن شيء دون إله الحق الذي له الألوهة من كل شيء؛ لأن ذلك هو الظاهر من معناه دون غيره».
_________
(¬١) تفسير البغوي ٧/ ٢٤٥.
(¬٢) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ٢١٢، وابن جرير ٢١/ ٩٣.
(¬٣) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٨٣٩ - ٨٤٠.
(¬٤) أخرجه إسحاق البستي ص ٣٣٨، والثعلبي ٨/ ٣٦٢ مختصرًا.

الصفحة 89