كتاب عمدة القاري شرح صحيح البخاري (اسم الجزء: 20)
يتَضَمَّن مفتتح كل مِنْهَا أمرا غَرِيبا والأولية بِاعْتِبَار حفظهَا أَو نُزُولهَا. قَوْله: (تلادي) بِكَسْر التَّاء الْمُثَنَّاة من فَوق وَهُوَ مَا كَانَ قَدِيما وَيحْتَمل أَن يكون الْعتاق بِمَعْنَاهُ، فَيكون الثَّانِي تَأْكِيدًا للْأولِ.
5994 - حدَّثنا أبُو الوَلِيدِ حَدثنَا شُعْبَةُ أنْبَأنا أبُو إِسْحَاق سَمِعَ البرَاءَ، رَضِي الله عَنهُ، قَالَ: تَعَلَّمْتُ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الاََعْلَى} (الْأَعْلَى: 1) قبْلَ أنْ يَقْدَمَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.
مطابقته للتَّرْجَمَة من حَيْثُ إِن هَذِه السُّورَة مُتَقَدّمَة فِي النُّزُول. وَهِي فِي أَوَاخِر الْمُصحف والتأليف بالتقديم وَالتَّأْخِير. وَأَبُو الْوَلِيد هِشَام بن عبد الْملك الطَّيَالِسِيّ، وَأَبُو إِسْحَاق عَمْرو.
قَوْله: (قبل أَن يقدم) ، أَي: الْمَدِينَة، ويروي أَيْضا بِلَفْظ الْمَدِينَة والْحَدِيث مضى فِي تَفْسِير سُورَة {سبح اسْم رَبك الْأَعْلَى} (الْأَعْلَى: 1) .
7 - (بابٌ: كانَ جِبْريلُ يَعْرِضُ القُرْآنَ علَى النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)
أَي هَذَا بَاب فِي بَيَان مَا كَانَ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام (يعرض الْقُرْآن) ، أَي: يستعرضه مَا أقراه إِيَّاه.
وَقَالَ مَسْرُوقٌ عنْ عائِشَةَ، رَضِي الله عَنْهَا، عنْ فَاطِمَةَ علَيْها السَّلاَمُ: أسَرَّ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنَّ جِبْرِيلَ يُعارِضُنِي بالقُرْآنِ كُلَّ سَنَةٍ، وإنَّهُ عارَضَنِي العامَ مَرَّتَيْنِ، ولاَ أرَاهُ إِلَّا حَضَرَ أَجلي.
هَذَا التَّعْلِيق وَصله البُخَارِيّ بِتَمَامِهِ فِي عَلَامَات النُّبُوَّة ومسروق هُوَ ابْن الأجدع الْهَمدَانِي الْكُوفِي التَّابِعِيّ ثِقَة.
قَوْله: (عَن فَاطِمَة) ، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا، لَيْسَ لَهَا فِي البُخَارِيّ وَمُسلم إلاَّ هَذَا الحَدِيث، قَالَه صَاحب التَّوْضِيح والتلويح. قَوْله: (يعارضني) أَي: يدارسني. قَوْله: (إِنَّه عارضني) وَفِي رِوَايَة السَّرخسِيّ: وَإِنِّي عارضني. قَوْله: (الْعَام) أَي: فِي هَذَا الْعَام. قَوْله: (وَلَا أرَاهُ) بِضَم الْهمزَة
الصفحة 23
320