كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 20)

الله عنه أبطأ [علىّ] [1] عن بيعته وجلس فى بيته، فبعث [2] إليه أبو بكر: ما بطّأ بك عنّى؟ أكرهت إمارتى؟ فقال؛: ما كرهت إمارتك، ولكنّى آليت أن لا أرتدى ردائى- إلّا إلى صلاة- حتى أجمع القرآن!: قال ابن سيرين: فبلغنى أنه كتبه على تنزيله، ولو وجد ذلك الكتاب لوجد فيه علم كثير.
وفى علىّ- رضى الله عنه- يقول إسماعيل بن محمد الحميرىّ من أبيات:
سائل قريشا بها إن كنت ذاعمه [3] : ... من كان أثبتها فى الدّين أوتادا؟
من كان أقدمها سلما [4] وأكثرها ... علما وأطهرها أهلا وأولادا؟
من وحّد الله إذ كانت مكذّبة ... تدعو مع الله أوثانا وأندادا؟
من كان يقدم فى الهيجاء إن نكلوا [5] ... عنها وإن بخلوا فى أزمة جادا؟
__________
[1] سقط هذا من (ص) . وثبت فى (ك) و (ن) كما فى الاستيعاب.
[2] جاء قيل هذا عند ابن أبى الحديد قوله: «فقيل لأبى بكر: إنه كره إمارتك»
[3] العمه: التردد والتحير.
[4] كذا جاء فى المخطوطة و «السلم» قد جاء فى الشعر بمعنى الإسلام، كقول امرئ القيس بن عابص:
فلست مبدلا بالله ربا ... ولا مستبدلا بالسلم دينا
وجاء بيت إسماعيل الحميرى فى الاستيعاب ج 3 ص 67 وأسد الغابة ج 4 ص 40 بلفظ «من كان أقدم إسلاما وأكثرها ... » .
[5] الهيجاء: الحرب. ونكلوا: تأخروا وجبنوا.

الصفحة 9