كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 20)

فصل:
وقوله: {لِتَعَارَفُوا} قال مجاهد: ليقال: فلان ابن فلان (¬1)، وقرأ ابن عباس: (لتعرفوا أن).
وأنكره بعض أهل اللغة، قال: لأنه (¬2) خلقهم ليتعارفوا في الأنساب، ولم يخلقهم ليعرفوا أن أكرمهم عند الله أتقاهم، وقيل: يجوز أن يكون معناه لأن أكرمكم، وكسر إن أحسن؛ لأن الكلام تم، ثم أعلمهم بأرفعهم منزلة عنده، فقال: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ} كما روي: "إذا كان يوم القيامة واستوى الناس في صعيد واحد نادى مناد من قيل العرش ليعلمن اليوم أهل الموقف من أولى بالكرم، ليقم المتقون" ثم تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذِه الآية (¬3).
فصل:
وقوله تعالى: {تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ} قال عكرمة: المعنى واتقوا الأرحام أن تقطعوها.
وقال إبراهيم: هو من قولك: أسألك بالله وبالرحم (¬4)، وهذا على قراءة الخفض، وأُنكر؛ لأنه عطف على الخافض من غير إعادة حرف الجر، وقيل: هو قسم. و {رَقِيبًا} حافظًا.
¬__________
(¬1) "تفسير مجاهد" 2/ 608.
(¬2) في الأصل: لأنهم، والمثبت من (ص1).
(¬3) روى نحوه الحاكم 2/ 398 - 399 من حديث عقبة بن عامر، عن عمر مرفوعًا، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" 3/ 170 (3246). ورواه ابن المبارك في "الزهد" -برواية نعيم بن حماد- ص (101) (353) عن ابن عباس موقوفًا، وعبد الرزاق في "المصنف" 11/ 294 (20578) عن الحسن من قوله. وليس في شيء من الروايات قوله: (ليقم المتقون ..).
(¬4) رواهما الطبري في "تفسيره" 3/ 568، 569.

الصفحة 13