كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 20)

وروي أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يعلم ما بعد عدنان إلا كاهن أو متخرص" (¬1)، وقال ابن دحية في "مجمعه": أجمع العلماء أنه - صلى الله عليه وسلم - إنما انتسب إلى عدنان ولم يتجاوزه، وأجمعوا أن عدنان بلا شك من ولد إسماعيل.
فصل:
في النهي عن سب مضر، قال ابن حبيب؛ يعني بإسناده إلى ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: مات أدد والد عدنان، وعدنان، ومعد، وربيعة، ومضر، وقيس عيلان، وتميم، وأسد، وضبة، على الإسلام، على ملة إبراهيم، فلا تذكروهم إلا بما يذكر به المسلمون. وعن سعيد بن المسيب أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تسبوا مضر فإنه كان مسلمًا على ملة إبراهيم" (¬2).
وعند الزبير بن أبي بكر (¬3) من حديث ميمون بن مهران عن ابن عباس - رضي الله عنهما - مرفوعًا: "لا تسبوا مضر ولا ربيعة فإنهما كانا مسلمين" (¬4)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إذا اختلف الناس فالحق مع مضر" (¬5).
¬__________
(¬1) ذكر السهيلي في "الروض الأنف" 1/ 11 عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما بلغ عدنان قال: "كذب النسابون" مرتين أو ثلاثًا. قال: والأصح في هذا الحديث أنه من قول ابن مسعود، وانظر "طبقات ابن سعد" 1/ 58.
(¬2) رواه بنحوه أحمد في "فضائل الصحابة" (1524) من طريق عبد الله بن خالد، عن عبد الله بن الحارث مرفوعًا، ورواه ابن سعد في "الطبقات" 1/ 58 عن عبد الله بن خالد مرفوعًا، وضعفه الألباني في "الضعيفة" (4780).
(¬3) هو أبو عبد الله الزبير بن بكار بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام.
انظر "سير أعلام النبلاء" 12/ 311.
(¬4) الديلمي في "الفردوس" 5/ 14 (7303) ..
(¬5) رواه أبو يعلى 4/ 396 - 397 (2019) من طريق عبد الله بن المؤمل، عن عطاء،
عن ابن عباس مرفوعًا. =

الصفحة 15