كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 20)

وروي أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله -جل وعز- اختار من العرب هذا الحي من مضر" (¬1)، وسمع - صلى الله عليه وسلم - قائلًا يقول:
إنّي امْرُؤ حِمْيَرِي حينَ تَنْسُبُنِي ... من رَبِيعَة أجدادي وَلَا مُضَر
فقال: "ذلك أبعد لك من الله ورسوله" (¬2).
وعند ابن الأثير: "صار أصعر لخدك وأصغر لجدك". ومن حديث عمرو بن عبيد، عن الحسن عند الزبير مرفوعًا: "لا تسبوا مضر فإنه قد أسلم".
فصل: في اشتقاقه:
قال ابن الأنباري: مضر يجوز أن يكون اشتقاقه من قولهم: ذهب دم فلان خضرًا مضرًا أي باطلاً، وعند القزاز: هو إتباع، وعند الرشاطي عن إسماعيل بن القاسم قولهم: خضرًا مضرًا هو بمعنى نضرًا، أبدلوا النون بميم لقرب المخرج.
قال محمد بن عبد الرزاق: أما أنا فلا أراه إلا من البياض إلا أن دمه ذهب خضرًا يعني ناعمًا أي: نعم فيه أصحابه فلم يكدر عليهم، مضرًا أي: أبيض، لم يقتل فيه أحد فيحمر دمه.
¬__________
= والطبراني 11/ 178 (11418) من طريق عبد الله بن المؤمل به. وزاد فيه (المثنى بن صباح) بين عبد الله وعطاء. وعزاه الهيثمي في "المجمع" 10/ 52 للطبراني وقال: من طريق عبد الله بن المؤمل، عن المثنى بن الصباح، وكلاهما ضعيف وقد وثقا. اهـ. وانظر "الضعيفة" (2203).
(¬1) رواه الطبراني في "الكبير" 12/ 455 (13650)، والحاكم 4/ 73 - 74، والبيهقي في "الشعب" 2/ 139 (1393) كلهم من طريق محمد بن ذكران، عن عمرو بن دينار، عن عبد الله بن عمر مرفوعًا. ورواه الحاكم 4/ 73 من طريق محمد بن ذكران، عن محمد بن المنكدر، عن ابن عمر به.
(¬2) انظر: "خزانة الأدب وغاية الأرب" 1/ 86 لتقي الدين أبي بكر الحموي.

الصفحة 16