كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 20)

قال: ومن فروض الكفاية معرفة أسماء أمهات المؤمنين وأكابر الصحابة من المهاجرين والأنصار الذين حبهم فرض، فمن لم يعرف أنساب الأنصار لم يعرف إلى من يحسن، ولا عمن يتجاوز، وهذا حرام، ومعرفة من يجب له حق في الخمس من ذوي القربى، ومعرفة من يحرم عليه الصدقة ممن لا حق له فيه، وكل ذلك جزء من علم النسب، وقد صح بطلان قول من قال: إن علم النسب علم لا ينفع وجهل لا يضر، وقد أقدم قوم فنسبوه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -وهو باطل، وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يتكلم في النسب بقوله: "نحن بنو النضر بن كنانة" (¬1)، وذكر أفخاذ الأنصار إذ فاضل بينهم، فقدم بني النجار، ثم بني عبد الأشهل، ثم بني الحارث، ثم بني ساعدة (¬2).
وذكر بني تميم، وبني عامر بن صعصعة، وغطفان، وأخبر أن مزينة وجهينة وأسلم وغفار أخير منهم يوم القيامة (¬3). وأخبر أن بني العنبر بن عمرو بن تميم من ولد إسماعيل. ونسب الحبش إلى أرفدة (¬4). ونادى قريشًا بطنًا بطنًا (¬5).
¬__________
(¬1) رواه ابن ماجه (2612)، وأحمد 5/ 211، 212 من حديث الأشعث بن قيس.
(¬2) سبق برقم (1481) كتاب: الزكاة، باب: خرص التمر، ورواه مسلم برقم (1392) كتاب: الفضائل، باب: في معجزات النبي، من حديث أبي حميد الساعدي.
(¬3) سيأتي برقم (3515) باب: ذكر أسلم وغفار .. ورواه مسلم برقم (2522) كتاب: "فضائل الصحابة" باب: من فضائل غفار وأسلم، من حديث أبي بكرة.
(¬4) سبق برقم (950) كتاب: العيدين، باب: الجراب والدرق يوم العيد، ورواه مسلم (892) كتاب: صلاة العيدين، باب: الرخصة في اللعب. من حديث عائشة.
(¬5) سيأتي برقم (3525)، (3526) باب: من انتسب إلى آبائه في الإسلام والجاهلية، ورواه مسلم برقم (208) كتاب: الإيمان, باب: قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)} [الشعراء: 214] من حديث ابن عباس.

الصفحة 18