كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 20)

تبرؤ من نسب وإن دق" (¬1)، وروي عن أبي بكر مثله (¬2)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلا غير مواليه فعليه لعنة الله" (¬3)، وقد روي من الوجوه الصحاح عن رسول الله ما يدل على معرفته بأنساب العرب.
قلت: وفي الترمذي مصححًا من حديث عبد الله بن عمرو: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي يده اليمنى كتاب وفي اليسرى كتاب، فقال: "هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم" (¬4)، وأخرجه الرشاطي من حديث ابن عمر بمثله وفيه: "أسماؤهم وأنسابهم".
فصل:
ذكرت في الحديث النهي عن الدباء وغيره لتأتي بالحديث على وجهه، وقد أسلفنا بيان ذلك، ولا بأس بإعادته لبعد العهد به.
فـ (الدباء) جمع دباءة وهي: القرعة وهي ممدودة في أشهر اللغات، وذكر القزاز في "جامعه" أيضًا أنها قصرت في لغة.
و (الحثتم) قال أبو عبيد: جرار خضر كانت تحمل فيها إلى المدينة الخمر (¬5).
¬__________
(¬1) رواه ابن ماجه (2744)، وأحمد 2/ 215، والطبراني في "الأوسط" 8/ 47 (7919) كلهم من طريق عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده.
(¬2) رواه عبد الرزاق في "المصنف" 9/ 51 (16315)، والدارمي في "السنن" 4/ 1890 (2903) عن أبي بكر موقوفًا.
(¬3) سبق برقم (1870) كتاب: فضائل المدينة، باب: حرم المدينة، ورواه مسلم (1370) كتاب: الحج، باب: فضل المدينة، من حديث علي بن أبي طالب.
(¬4) الترمذي (2141) وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب.
(¬5) "غريب الحديث" 1/ 305.

الصفحة 20