كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 20)

أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} [الأحزاب: 40] على أن ابن عدي روى حديثًا ضعيفًا مرفوعًا: "العرب كلها من ولد إسماعيل إلا (...) (¬1) ".
وفي "لطائف المعارف" لأبي يوسف: ما على الأرض عربي إلا وهو من ولد إسماعيل إلا الأوزاع وحضرموت وثقيف. وذكر أبو علي بن مسكويه في "تجارب الأمم" عن يونس النحوي: ما ارتكض قحطان في رحم قط ولا جرى له ذكر على لسان أحد إلا بعد أن قصدوا لذلك، وهو غريب.
واشتقاقه من قولهم: شيء قحيط أي: شديد، وقيل: أصله الذي تعرفه العامة الشدة، كأن الأرض اشتدت عليهم فلم تنبت، وكأن السماء اشتدت عليهم فلم تمطر.
قال صاحب "المحكم": والنسبة إليه قحطاني على القياس.
(وقال غيره) (¬2): القياس أقحاطي وكلاهما عربي فصيح (¬3).
الحديث الثالث:
حديث أَبِى هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «قُرَيْشٌ وَالأَنْصَارُ وَجُهَيْنَةُ وَمُزَيْنَةُ وَأَسْلَمُ وَأَشْجَعُ وَغِفَارُ مَوَالِيَّ, لَيْسَ لَهُمْ مَوْلًى، دُونَ اللهِ وَرَسُولِهِ».
هذا الحديث ذكره أيضًا موقوفًا (¬4) قريبا في باب ذكر أسلم بعد أن
¬__________
(¬1) بياض في الأصل، ورواه ابن عدي في "الكامل" 5/ 347 من طريق ابن لهيعة، عن أبي غسان، عن عقبة بن عامر مرفوعًا بلفظ: "إلا جرهم".
(¬2) في "المحكم": وعلى غير.
(¬3) "المحكم" 2/ 395.
(¬4) ورد في هامش الأصل: صورته صورة موقوف وإنما هو مرفوع، وقد نص الخطيب وغيره على أن ما رواه أبو هريرة، وعنه محمد بن سيرين، وعن محمد أهل البصرة، فقال: قال. فإنه يكون مرفوعًا. وإن لم يذكر فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -.

الصفحة 39